Site icon IMLebanon

التغيير الكبير

 

تضج الأندية السياسية بأخبار و»معلومات» عن أن لبنان مقبل على تغيير جذري في النظام وأدواته، المقصود بهم النخبة السياسية في الحكم وخارجه. ولم يبق الكلام ضمن الصالونات المغلقة، فقد تخطاها الى وسائط اعلام متعددة، صحفا وأقنية تلفزيونية، وأيضا مواقع التواصل الاجتماعي، الجيد منها والرديء، الرصين والتافه، إلخ… وثمة ملاحظات تفرض ذاتها ازاء هذا الواقع الذي يبدو ممنهجا، ما يدعو الى التساؤل الجدي عن مدى الصدقية في هذا الدفع نحو الكلام على التغيير، ليس من باب التحفظ عنه، اذ ان أحدا لا يقبل بالواقع الحالي الذي أوصل لبنان الى قعر الهاوية، إنما من أجل  تلمس الحقيقة:

 

الملاحظة الأولى- لم يعتد لبنان على التغيير الجذري في النظام وانتاج طبقة جديدة على البارد. فالتغيير الأخير الذي تمثل باتفاق الطائف لم يتم التوصل اليه الا بعد حروب طاحنة سقط فيها نحو 150 ألف قتيل، ومئات آلاف الجرحى والمعوقين، وعشرات آلاف المفقودين، ناهيك بدمار رهيب وخسائر مادية هائلة!

 

الثانية- ان الذين يتحدثون عن التغيير الكبير الآتي، ينتمون الى غير فريق وجهة وحزب… وانهم اذ  يتقاطعون عند المبدأ فإنهم يختلفون على التفاصيل، لدرجة ان معظمهم يربطون المعلومات بالأماني. فأخصام العهد يقولون ان المتغيرات المرتقبة ستطيح  الرئيس العماد ميشال عون وأيضا الوزير جبران باسيل. وأخصام حزب الله يجزمون أن نهاية دور  حزب الله وسلاحه باتت أقرب من المتوقع. وأخصام الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري يضعانهما في رأس قائمة اصحاب الأدوار المنتهية. وثمة من يؤكد على أن جميع الذين تولوا المسؤولية منذ مطلع تسعينات القرن العشرين الماضي لن يبقى منهم في الصورة أحد، خصوصا الميليشيات وبقاياها عموما.

 

الملاحظة الثالثة- أن أحدا من هؤلاء المتحدثين لم يقدم أي إسناد لكلامه، وبالذات الذين ينسبون «معلوماتهم» الى مصادر فرنسية و / أو  اميركية.  علما أنهم ينسبون الى باريس وواشنطن  انهما تقودان عملية التغيير هذه.

 

وعندما تحشر هؤلاء الرواة عن مصادرهم يتذرعون بسر المهنة، وبأسرار الآلهة، وهذه نقطة ضعف في كلامهم.

 

الملاحظة الرابعة- وفي تقديرنا هنا بيت القصيد… كيف سيأتي التغيير؟

 

أ- هل يأتي «عالبارد» أو  يأتي «عالسخن»؟

 

ب- ما هي الوسائل التنفيذية في كلتي الحالين؟

 

ج- أين الجيش في ذلك كله؟

 

د- ما هو الدور الأقليمي في تلك السيناريوات كلها.