Site icon IMLebanon

ونحن ننتظر!

 

ضاع العمر ونحن ننتظر ونأمل ونرجو!

بالنسبة إلى الوضع الداخلي، فالجميع ينتظر «أن يهدي لله» الزعماء والمتزعمين و«الزوعيميين» (أشباه الزعماء)، وكل «من ركب على ظهرنا»، وأن يتركونا نهنئ بالعيش أشهراً قليلة، أو حتى أسابيع، من دون نكد ومساجلات وجرّ البلد إلى حافة الإنفجار والصدام والتفكك.

أما بالنسبة إلى السياسة الإقليمية والدولية، فالبعض لا يزال يراهن على ترامب وسياسة أميركية جديدة تجاه الشرق الأوسط ومساراته المعقّدة المُتشعبة، وآخرين لا يزالون ينتظرون نتنياهو وسياسة إسرائيلية جديدة تجاه مسائل الحرب والسلم والاتفاقيات والتسويات.

وفي الوقت نفسه، ورغم الدمار والخسائر والنزيف والآلام، نحن اللبنانيين نتناكف ونتقاتل، ونرصد أخطاء بعضنا البعض، ونخوّن ونُحلّ الدم، ونلجأ إلى الخارج للاستقواء على من يعيش معنا في الداخل!

هكذا تمرُّ السنوات بالعشرات، ونحن ننتظر فيض الآخرين تجاهنا، «وفتات رضاهم»، ويمرُّ العمر قهراً وعُسراً، وحرباً تلو حرب، ثمّ نأمل بالفرج سنة تتبعها أخرى… في إطار مقولة «لعل وعسى» و«غداً يوم آخر».

لكن في خضمّ هذه الظلمة، تبقى الحقيقة حقيقة، ولو علاها الصدأ والغبار والضباب وغشيتها المغالطات… وهي أن تاريخنا، في منطقتنا وفي عُقر دارنا، لا يجوز أبداً أن يصنعه الآخرون، ولا يجوز أبداً أن يكتبه الآخرون، ولا يجوز أبداً أن يصبغه الآخرون، وأن قدر وطننا الصغير بيد أبنائه، إذا شاؤوا ذلك وإذا عقدوا العزم على ذلك، وما عدا هذا فهو وهمٌ وسراب وباطل.