Site icon IMLebanon

دول اقليمية تضع مخططات تفجير الوضع في وجه حزب الله

لا انتخابات رئاسية في لبنان ولا انفراجات قريبة على صعيد تفعيل عمل الحكومة السلامية، بل على العكس من ذلك تؤكد مصادر دبلوماسية بارزة في بيروت بأن كل المعطيات والمؤشرات تشير وتدل على أن الأمور ذاهبة نحو المزيد من التفاقمات والتعقيدات المحلية المرتبطة بما يجري في محيط لبنان وجواره حيث البراكين المتفجرة تتهدد بحممها وطن الأرز العاجزة أطرافه السياسية عن انقاذ الوضع الراهن بفعل ارتهاناتها وارتباطاتها العضوية والموضوعية مع الخارج وأجنتداته المتضاربة والمتصارعة على مساحة كل بلدان الشرق الاوسط.

واشارت الى أن الأزمة بتعقيداتها المتعددة ليست سوى انعكاسا لمرحلة اشتداد وتيرة المواجهة بين إيران والقوى الإقليمية المعترضة والرافضة للسياسة الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط ولبنان هو احدى الساحات الاساسية لمرحلة شد الحبال في مرحلة ما بعد التدخل الروسي في سوريا الذي رجح كفة السياسة الإيرانية في سوريا ومحيطها وجوراها، حيث تسعى فيها القوى الخاسرة في التدخل الروسي العسكري الوازن والحاسم، الى تحريك أوراقها على كل الساحات الإقليمية من أجل التأكيد على قوة نفوذها في تلك الساحات وقدرتها على خربطة أوضاعها من خلال حلفائها من أجل التشويش على هذا التدخل الروسي ونتائجه المرتقبة سواء في سوريا أو لبنان والعراق أو اليمن وغيرها التي ستسفيد حتما من إعادة ترتيب أوضاعها لتكون جاهزة للإنخراط في عملية إعادة ترتيب موازين القوى وترسيم النفوذ على قاعدة أن هناك محوراً منتصراً وآخر منهزماً بالإنتصار الروسي – الإيراني في سوريا، وضمن هذا السياق فإن ما يجري على الساحة اللبنانية يأتي في سياق الإندفاعة السعودية الحريصة على رفض تقديم أي تنازلات يمكن أن تفسر على أنها تراجع أمام الواقع الجديد الذي يفرضه التدخل الروسي على صعيد تعديل موازين القوى والذي بدأ يحصل في الميدان السوري.

وشددت المصادر على أن الحكومة وأن نجحت آنيا في تخطي ازمة النفايات المستفحلة من خلال بعض المعالجات المرحلية، فأن الحكومة ستكون خلال المرحلة القليلة المقبلة على موعد مع عدة صواعق تفجير سوف تهدد بتفجيرها وانهيارها،ومن هذه الصواعق الجديدة، هناك صاعق انضمام لبنان إلى التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب بقيادة السعودية وهو موضع خلاف عميق وشديد بين المكونات السياسية التي تتألف منها الحكومة السلامية، هذا بالإضافة إلى صاعق القواعد والإجراءات الأميركية المتعلقة بفرض عقوبات مالية على حزب الله وكل من يتعامل معه، حيث أن اسلوب وكيفية تعاطي الحكومة اللبنانية مع هذه الإجراءات والقواعد الأميركية هما أيضا موضع تجاذب وخلاف سياسي واقتصادي ومصرفي كبير قد يجر وراءه خلافات وانشقاقات عميقة وكبيرة تهدد بدورها بتفجير الحكومة السلامية.

واكدت المصادر الديبلوماسية أن لبنان لا يزال في عين العاصفة طالما أن رزنامة القوى الإقليمية الحاضنة والداعمة للإرهاب التكفيري في لبنان لم تتغير، حيث لا يزال وطن الأرز يرزح تحت وطأة خطر الخلايا النائمة التي تتدفق عليها الأموال من كل حدب وصوب بحسب التقارير الأمنية التي تحذر من تداعيات ما يجري على هذا الصعيد على أمن واستقرار لبنان وسلمه الأهلي الهش، مشيرة الى ان استمرار تلك القوى في دعم واحتضان الخلايا الإرهابية على الساحة اللبنانية ومدها بالأموال السخية يؤكد ان وطن الأرز ما زال في صلب دائرة الاستهداف من قبل القوى الخارجية المشغلة للإرهاب التكفيري في كل المنطقة والتي لا تزال تعتبر الساحة اللبنانية جزءاً من نفوذ مشروعها »الصهيوتكفيري« الهادف إلى اغراق دول المنطقة برمتها في صراعات ومواجهات عنيفة دامية تؤدي على المدى الطويل إلى اضعافها وتقسيمها وتفتيتها لتصبح فريسة للفوضى البناءة والحروب الداخلية التي تغذيها العصبيات الطائفية والمذهبية والمناطقية والإثنية.

وشددت المصادر على أن الأزمة المحلية المتفاقمة والتي أدت إلى سقوط التسوية الرئاسية الأخيرة في لبنان جاءت في سياق الوضع الاقليمي المأزوم ، حيث من الواضح أن اسقاط هذه التسوية يأتي في سياق ارتدادات وانعكاسات الصراع الإقليمي – الدولي الدائر في سوريا، والذي يشهد تزاحما وتنافسا وتسابقا في تجميع أوراق القوة التي يدخل من ضمنها أن يكون لبنان بأزماته المتفاقمة ورقة تستخدم ساحته في بازار الحلول والتسويات، حيث تؤكد المعلومات الدبلوماسية المتداولة أنه من ضمن أكثر الأوراق خطورة التي يسعى البعض لاستخدامها في صراعاته الاقليمية الكبرى، وذلك عبر استخدام الساحة اللبنانية للتصعيد ضد حزب الله داخل لبنان خصوصا ان ما نقل من معلومات عن أروقة بعض الاجتماعات التي عقدت خلال الايام الماضية في بعض العواصم الإقليمية المعادية لحزب الله وسياساته في سوريا، يؤشر الى أن تلك القوى الاقليمية تضع في حساباتها ومخططاتها امكانية تفجير الوضع اللبناني برمته كورقة تستخدم في وجه حزب الله الذي تحمله تلك القوى بشكل مباشر مسؤولية فشل مخططاتها وسياساتها في سوريا والعراق واليمن وحتى في الداخل اللبناني.