بات جلياً أن جلسة الحوار الأولى بين تيار المستقبل وحزب الله، تفضي الى ايجابيات لا تحصى في هذه المرحلة وفي ظل الخلافات والتباينات الهائلة بين الطرفين، ولكن اضحى معروفاً ومحسوماً وبحسب مصادر في تيار المستقبل أن اهمية انعقادها وتتابع فصولها في الايام المقبلة مؤداها الاساس تنفيس الاحتقان بين السنّة والشيعة على ضوء ما يجري في العراق الى سوريا وصولاً الى لبنان وحيث الخلافات تنامت منذ استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري العام 2005 وما اعقب ذلك من محطات كثيرة أبرزها ما جرى في ايار العام 2008، اضافة الى اسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري وتدخل حزب الله في سوريا الى جانب النظام.
وهنا أيضاً يظهر بوضوح ان هذا الغطاء يحظى بدعم اقليمي تضيف المصادر، خصوصاً الرياض وطهران وقد سبق ان نقل عن كبار المسؤولين السعوديين وما تطرق اليه السفير علي عواض عسيري بما معناه ان السعودية تشجع وتدعم اي حوار يجمع اللبنانيين ولا يفرّقهم وتلك من الثوابت بالنسبة اليها تجاه لبنان وما يهمها تقريب المسافات بين الطوائف والزعامات والقيادات اللبنانية على اختلاف انتماءاتها وانتخاب رئيس للجمهورية وان ينسحب الحوار بين المستقبل وحزب الله على اللبنانيين كافة دون استثناء.
وفي سياق متصل، ترى المصادر ان الاستحقاق الرئاسي يدور في حلقة مفرغة وبالتالي ليس وفق المعلومات المتوفرة اي معطى او منحى ايجابي من الممكن التعويل عليه للشروع في انتخاب الرئيس العتيد، بل الجميع يترقب الخطة الاقليمية المؤاتية وعندئذ تنفرج رئاسياً، وانما حتى الساعة الاوضاع تتفاقم اقليمياً والمخاوف تتزايد جراء التصعيد الميداني في سوريا وما يجري في العراق واليمن وفلسطين، الى التوتر الذي يحيط بمنطقة القلمون وعرسال. وهنا، تشير المصادر الى العودة لنغمة المسّ بالطائف والحديث عن الجمهورية وسوى ذلك من التعابير والمواقف السياسية التي تظهر بين الحين والآخر عندما تتأزم مع بعض القيادات وتبتعد عنه رئاسة الجمهورية.
وفي هذا الاطار، يقول الوزير نبيل دو فريج ان الطائف هو الضامن للسلم الأهلي، وبالمحصلة هو الدستور، وعلى الجميع ان يُدرك انه لولا هذا الاتفاق لاستمرت الحرب الأهلية سنوات، وصحيح انه اخذ من صلاحيات رئاسة الجمهورية والبعض يؤشر الى هذا المعطى دوماً لدواع سياسية وشعبوية، انما نذكر هؤلاء انه وقبل الطائف لم يستعمل اي رئيس للجمهورية صلاحياته، وهذا ما جرى مع الرئىس شارل حلو عندما كان الرئيس رشيد كرامي رئيساً للحكومة، والأمر عينه حتى مع الرئيس سليمان فرنجية، الى معظم الرؤساء قبل الطائف.
واشار الى اهمية الموقف السعودي تجاه المسيحيين والذي يشكّل لهم شبكة أمان واطمئنان ودعماً في كل المجالات من خلال ما يُدلي به المسؤولون السعوديون تجاه المسيحيين والتذكير بدورهم النهضوي والعربي. وذكّر باحتضان المملكة العربية السعودية اللبنانيين من كل الطوائف والمذاهب وفي طليعتها المسيحيين منذ حقبة السبعينات وقد تبوأ المسيحيون اعلى المراتب والمراكز في الشركات والمؤسسات التي يعملون لديها.