IMLebanon

العاصفة الاقليمية تطوي المبادرة الرئاسية

يطرح الحدث المتمثل باعدام السلطات السعودية للشيخ نمر النمر علامات استفهام كثيرة على مسار التطورات في الساحة اللبنانية، لا سيما بعد التداعيات الفورية التي سجلت في اليومين الماضيين.

ويصعب التكهن حول حجم التداعيات التي قد تنجم عن هذا الحدث في ظل الخط التصعيدي للسجال الذي اندلع على المستوى الداخلي او على صعيد العلاقة المتفجرة بين طهران والرياض.

ومما لا شك فيه أن هذه التداعيات ستؤثر حتماً على مسار الاستحقاق الرئاسي الذي كان يفترض ان يشهد حراكاً ناشطاً مع بداية العام الجديد من باب ما سمي بمبادرة انتخاب النائب سليمان فرنجية رئىساً للجمهورية.

ووفقاً لمراجع سياسية، فان هذه المبادرة، التي اصيبت بانتكاسة قوية بعد اعلان حزب الله موقفه الصريح منها في بكركي، باتت بحكم المجمدة في الوقت الحاضر ان لم يكن قد طويت صفحتها حتى اشعار آخر.

وتقول المراجع ان قطع العلاقات السعودية ـ الايرانية يدفع الى الاعتقاد بأن اي حراك في اتجاه محاولة الدفع بالمبادرة الى الأمام اليوم هو في غير محله، وان الاجواء الداخلية والخارجية باتت غير مشجعة على امكانية احراز اي تقدم على هذا الصعيد.

وتضيف بأن التداعيات السلبية المحتملة ستصيب ايضاً الوضع الحكومي والجهود التي كان يفترض ان تتكثف لاستئناف جلسات مجلس الوزراء، مشيرة الى ان المعنيين يفضّلون التريث والانتظار ريثما تتوضح الصورة وتنقشع رؤية المشهد العام.

وتعوّل المراجع على استمرار الحوار الوطني والحوار الثنائي بين حزب الله وتيار المستقبل، مشيرة الى ان هناك حاجة لهما ليس من اجل تحقيق تقدم في مناقشة جدول الاعمال بقدر ما يشكل كل منهما حاجة للمحافظة على الاستقرار العام من جهة، ولابقاء لغة التواصل المباشر سائدة بين كل المكونات اليساسية رغم كل ما طرأ من مستجدات.

وفي الاعتقاد ان الشلل الذي يحاصر مؤسسات الدولة في ظل الفراغ الرئاسي يساهم بطريقة او بأخرى في صمود الحوار ولو بالشكل، باعتبار انه يشكل الملاذ الوحيد للجميع في الحفاظ على الحدّ الادنى من الاستقرار والحيلولة دون انفجار الوضع.

وعلى الرغم من حجم وشدة السجال السياسي الذي فجره حدث اعدام الشيخ النمر، فإن المراجع لا تعتقد الذهاب في التصعيد الى ما يمكن ان يؤثر على الوضع الامني في البلاد، لكنها تخشى من ان تستغل الجماعات الارهابية هذا المناخ وتسعى الى القيام بتفجيرات او عمليات امنية وارهابية بهدف تغذية اجواء الفتنة في البلاد.

وبرأي المراجع ان كل الاطراف السياسية لا سيما حزب الله «والمستقبل» حريصة على عدم الانجرار الى مثل هذه الاجواء، وان المواقف كانت واضحة لجهة تجنيب الساحة الداخلية مثل هذه الانزلاقات الخطيرة.

ووفقا للمعلومات فإن هناك اتصالات تجري لتجنّب المزيد من التصعيد والتوتر خصوصا ان المنطقة تمر بمرحلة من الغليان الامر الذي يهدد بمضاعفات خطيرة يمكن ان تتشظى الى الساحة اللبنانية.

وتتركز الاتصالات على ثلاثة امور:

1- محاولة عدم تجاوز سقف المواقف التي صدرت في اليومين الماضيين.

2- التأكيد على استمرار الحوار وعدم توقفه تحت اي ظرف.

3- التشديد على المحافظة على الاستقرار العام وتحصين الوضع الامن وقطع الطريق امام أية محاولة من شأنها ان تؤدي الى المساس بهذا الوضع.