Site icon IMLebanon

لبنان والمنطقة في حال ترقّب وانتظار… حرب مفتوحة أم حرب شاملة؟!!! 

 

 

ردّ حزب الله على “إسرائيل” كونها قامت الأسبوع الماضي باغتيال المستشار العسكري للأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله فؤاد شكر، والردّ الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي في حركة حماس اسماعيل هنية الذي حصل بعد اغتيال شكر بساعات، آتيان لا محالة… وفي حين أكّد السيّد نصرالله “البحث عن ردّ حقيقي ومدروس جدّاً، وليس شكلياً”، تحدّث الحرس الثوري الإيراني عن أنّ ردّه سيكون مدمّراً، غير أنّ طهران أشارت الى أنّها لا تريد التصعيد.

 

ويسعى بعض موفدي الدول الغربية والعربية لدى إيران وحزب الله لكي “يأتي الردّ محدوداً ولا يقود الى حرب شاملة في المنطقة”… والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، ويجعل الجميع في لبنان ودول المنطقة والعالم في حالة ترقّب وانتظار، ليس كيف سيكون ردّ جبهة المقاومة على “إسرائيل” وحسب، إنّما كيف سيكون الردّ “الإسرائيلي” على الردّ الذي قد يأتيه منفرداً أو جماعياً؟! وينتظر هذا الأخير أن يتمّ الردّ عليه من 5 جبهات، غير أنّه يُعلن مسبقاً عن أنّه سيكون “هجوماً” عليه، بهدف تبرير ردّه على الردّ على أنّه “عدوان” عليه.

 

مصادر سياسية متابعة تحدّثت عن أنّ إيران تودّ من خلال ردّها، تأديب “الإسرائيلي” لما قام به من خرق لسيادة البلد، وردعه لعدم القيام بعدوان آخر عليها، مؤكّدة أنّ ردّها سيأتي من ضمن الأعراف الدولية. أمّا حزب الله، فبعد كلام السيّد نصرالله الأخير خلال تشييع الشهيد شكر، عن البحث عن الفرص الحقيقية للردّ، وعن أنّه سيكون مدروساً جدّاً، وعلى العدو انتظار الأيام والليالي والميدان، فلم يُضف أي كلمة أخرى، ولم يُرسل اي إشارة يمكن للعدو أن يبني عليها. لهذا يعيش “الإسرائيلي” اليوم حالة من الترقّب والذعر، في انتظار ما ستكون عليه ردود جبهات المقاومة. ويجري الحديث في الداخل، بحسب المعلومات، عن ردود متتالية قد تتواصل لأيّام.

 

غير أنّ ما يعيشه “الإسرائيلي”، على ما أضافت المصادر، من قلق وإرباك جعله يتخذ كلّ الاحتياطات اللازمة من مغادرة عدد كبير للمستوطنين الى الخارج، ولجوء البعض الآخر قبل حصول الردّ الى الملاجىء. فضلاً عن الاحتياطات التي اتخذتها حكومة الحرب لكي تبقى على تواصل في ما بين وزرائها في حال ضرب الاتصالات. كما جهّزت مخبأ لها لتستمرّ في إدارة العمليات العسكرية في حال بدء الحرب.

 

وفي المقابل، أفادت المعلومات وفق المصادر، عن أنّ موفدي الدول الغربية والعربية زاروا إيران خلال الأيام الماضية، وتواصلوا مع حزب الله من أجل إيصال رسالة واحدة مفادها “أن تكون الضربة محدودة، وألّا تقود المنطقة الى حرب شاملة”. علماً بأنّه على الأميركي الضغط على “الإسرائيلي”، لكيلا يتهوّر ويذهب الى الردّ على الردّ، معتبراً إيّاه “هجوماً” عليه من وجهة نظره، الأمر الذي قد يُدخل المنطقة، وليس فقط لبنان، في حرب شاملة ومدمّرة لا يريدها أحد.

 

وتقول المصادر السياسية انّ ردّ المقاومة على “إسرائيل” هو حتمي، ويهدف الى إعادة إمساك زمام الأمور بيدها، سيما أنّ “الإسرائيلي” لم ينجح في تحقيق أهدافه طوال الأشهر العشرة التي مضت على حرب غزّة، وعلى المواجهات العسكرية عند الجبهة الجنوبية. غير أنّ عمليتي الاغتيال الأخيرتين لكلّ من شكر وهنية، قد أعادتا جزءاً من ثقة الداخل “الإسرائيلي” برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بعد أن اخفق في الميدان، الأمر الذي سيجعله يُكمل جنونه ومراوغته، والحديث عن “الدفاع عن النفس”، خلافاً لما يخطط له فعلاً، هو والأميركي من مخطّطات سيئة لمنطقة الشرق الأوسط.

 

وما يُحيّر الجميع اليوم، هو كيف سيكون عليه ردّ جبهة المقاومة، على ما أوضحت المصادر، وإذا كان “الإسرائيلي” سيكتفي بالردّ على الردّ. ما يعني إذا ما كان سيُبقي الحرب وفق معادلة “ضربة مقابل ضربة”، أي حرب مفتوحة محدودة، أم أنّه سيلجأ الى الحرب الموسّعة والشاملة التي من شأنها فتح النيران من والى كلّ الجبهات في المنطقة؟! ويعرف “الإسرائيلي” أنّ الضربات ستأتيه من خمس جبهات مقاوِمة.

 

حتى الآن، لا يمكن التأكيد الى أي منحى تتجه الأمور في لبنان والمنطقة، على ما أكّدت المصادر، إذ لا بدّ من انتظار ردّ جبهة المقاومة أولاً، ومعرفة ردة الفعل “الإسرائيلية” والأميركية عليها. فطبيعة ردّ المقاومة خلال الأيام المقبلة، سيُظهر ما سيكون عليه مسار الحرب والجبهات المفتوحة مع “الإسرائيلي”.

 

إلّا أنّ أحداً لا يمكنه التكهّن منذ الآن، على ما أشارت المصادر ذاتها، إذا كان الوضع الأمني في لبنان سينزلق الى حرب شاملة، أم سيبقى في إطار الحرب المفتوحة، ويقتصر على ضربة مقابل ضربة، الى حين إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستؤثّر في مسار هذه الحرب بحسب اسم الرئيس الجديد المنتخب. وترى المصادر أنّه كلّما طال الوقت قبل تنفيذ أي ردّ ضدّ “إسرائيل”، كانت الحرب النفسية أفعل.