بدأ الإعلام الدولي بالتسويق للحرب «المحلية» بتحضير الرأي العام الدولي مسبقاً لقصف وتدمير منشآت لبنانية هامة، كما يجري حالياً مع قضية اتهام مطار بيروت بتخزينه أسلحة لحزب الله!
وفي هذه الأثناء، أسئلة كثيرة يطرحها المراقبون اليوم مع ترجيح كفة انطلاق حرب إقليمية في الشرق الأوسط، بعد «المحلية»، سيكون لها شظايا دولية كثيرة! ومن هذه الأسئلة:
إذ هل تبقى إيران متفرّجة إذا ما أطلقت إسرائيل حربها الشاملة ضد حزب الله ولبنان، كما تفرّجت على سحق غزة؟!
هل تقصف إيران إسرائيل مباشرة، كما فعلت جزئياً في الرد على قصف قنصليتها في دمشق؟ وهل تقصف إيران ومن ورائها حزب الله جزيرة قبرص؟ ألن تتدخّل عندها الأساطيل الأوروبية التي أعلنت رسمياً وقوفها الى جانب قبرص؟
ألن تكون الأساطيل الأميركية هي العامود الفقري لهذه الحرب الإقليمية؟ علماً أن هذه الأساطيل تتواجد في المتوسط في العادة بين مالطه وقبرص.
ألا تسعى إسرائيل لحرب إقليمية تلزم تدخّلاً من الولايات المتحدة لتدمير إيران وأذرعها؟ ألا تريد إسرائيل أن تستغل حاملات الطائرات الأميركية فورد وأيزنهاور لتشنّ الحرب على إيران بدلاً منها؟!
وماذا سيكون عندها موقف تركيا وروسيا عن بُعد، في حين أن اليونان أعلنت بوضوح دعمها لقبرص؟ هذا مع العلم أن دول الخليج لن تكون خارج هذه الحرب، حتى ولو أرادت ذلك!
أسئلة كثيرة تحتاج الأجوبة عليها الى مزيد من الوضوح في الصورة، في حين يقوم الجميع بتحضير الخطط العسكرية والخطط البديلة.
ولكن المرجح في حرب إسرائيل «المحلية» الشاملة ضد حزب الله ولبنان ألا تقف إيران هذه المرة مكتوفة الأيدي. ولن تكتفي بما فعلته لحماس بتمويلها وتدريبها وتجهيزها، من دون تدخّل مباشر! فتكون إسرائيل قد ورّطتها وورّطت الجميع في الحرب الإقليمية!
ينتظر كل ذلك إنهاء إسرائيل لمدينة رفح! إذ تعمل إسرائيل على احتلال رفح بالقضم وبالتدمير التدريجي أكثر منه بعملية اقتحام كبيرة، حتى الآن. وهي تحاول حالياً أن تسجل عدة نقاط بذلك!
النقطة الأولى هي حماية عناصر جيشها من حرب شوارع صعبة عليه وعلى آلياته الثقيلة! النقطة الثانية هي تجنّب شلال دم فلسطيني «إضافي» يزيد من غضب الجانب الإنساني من الرأي العام الدولي ضد إسرائيل. والنقطة الثالثة هي محاولة تحرير واستعادة إسرائيل لما أمكن من أسراها لدى حماس أحياء!
بدا منذ لحظات 8 أكتوبر الأولى ودخول حزب الله الحرب بالمساندة لحماس وبإشغال جزء من الجيش الإسرائيلي، وعلى الرغم من أنهما لم يؤدّيا الى حماية غزة وأهلها، بدا أن توسّع الحرب مع حزب الله ولبنان حتمياً!
وفي التوقيت، فإن التزام حزب الله، من جهة واحدة، قواعد الاشتباك، في حين تخرقه إسرائيل بالاغتيالات كل يوم، أراح إسرائيل التي لا تسعى الى فتح جبهتين كبيرتين في الوقت نفسه. في حين تبدو أن احتمالات الحرب مع حزب الله أكثر واقعية بعد الاحتلال الكامل لرفح، الذي يبدو أنه لم يعد بعيداً!
وقد ينهي الجيش الإسرائيلي احتلال رفح خلال شهر على الأكثر، كي يتمكن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من الذهاب الى الولايات المتحدة لإلقاء خطاب أمام الكونغرس، سيعتبر «تاريخياً»، بعباءة المنتصر! هذا على الأقل ما يطمح إليه نتنياهو!
طبول الحرب الإسرائيلية الشاملة ضد حزب الله ولبنان تقرع بشدّة، في حين أخرج الجميع طبولاً أخرى للإعلان عن حرب إقليمية، قد ينجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحده في تجنّبها وفي منع وقوعها! في حين أنها تبدو حتمية فيما لو أُعيد انتخاب الرئيس جو بايدن!