بين الجلسة والجلسة، ورشة… هذه هي القاعدة التي يسير عليها رئيس الحكومة سعد الحريري، فالشغل لا يكون فقط في جلسة مجلس الوزراء، بل في ورش عمل يومية بعضها يكون بعيداً عن الأضواء الإعلامية ليصل إلى خواتيمه من دون ضجيج… أمس كان اجتماع على جانب كبير من الأهمية يتعلق بالإنتخابات النيابية، حيث أنَّ الرئيس سعد الحريري رأس اجتماعاً للجنة تطبيق قانون الإنتخابات، لكي يتم وضع هذه الإنتخابات على السكة الصحيحة. واليوم اجتماع مهم للّجنة الوزارية للنازحين، لمناقشة ورقة عمل تتعلق بتفعيل المعطيات الخطيرة التي قدَّمها وزير الإقتصاد رائد خوري عن الأرقام المخيفة المتعلقة بالنازحين.
والجدير ذكره أنَّ ما يكشفه لبنان تباعاً في موضوع النازحين، دعا الهيئات الدولية إلى توضيح موقفها مما يُنسَب إليها من طروحات. فجاء على لسان المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان، أنَّ لبنان لا يُعتبر بلداً لتوطين النازحين أو دمجهم في المجتمع اللبناني، ومستقبلهم ليس في لبنان بل في بلدهم الأم.
هذا الكلام يقطع دائرة التشكيك في العلاقة بين لبنان والهيئات الدولية، ليعيد ترجيح كفة الموقف اللبناني المتعلق بعودة النازحين إلى بلدهم.
***
مع الإنشغال بهذا الملف، يعود إلى الواجهة ملف موازنة العام 2018، في هذا المجال، ما هو الجديد في خصوصها؟
وزير المال علي حسن خليل استعاد مشروع موازنة العام 2018 من الأمانة العامة لمجلس الوزراء، لإجراء بعض الروتوش لها، مستفيداً من النقاشات التي جرت في مجلس النواب. وبعد انجاز هذا الروتوش، ستوضع على جدول أعمال. والمعلومات تشير إلى حرص رئيس الحكومة سعد الحريري على عقد أربع جلسات في الأسبوع، فيتم إنجاز الموازنة في ثلاثة أسابيع أي في اثنتي عشرة جلسة، لتكون هدية الأعياد في آخر السنة.
***
وفي مؤشر إلى بدء انتظام العملية المالية للدولة اللبنانية، أنَّ جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء المقررة اليوم لم يتضمن سوى بندين بالصرف على القاعدة الإثنتي عشرية، علماً أنَّ جداول أعمال سابقة لمجلس الوزراء، كانت معظم بنودها متعلقة بطلب الصرف على القاعدة الإثنتي عشرية. وما انحسار هذا الإتجاه سوى العودة تدريجاً إلى الصرف وفق بنود الموازنة بعد إثني عشر عاماً من الفوضى.
***
إذاً، عنوان المرحلة المقبلة هو الإنتظام العام، وهذا العنوان لا يساوم عليه رئيس الحكومة على الإطلاق، وعدم المساومة نابع من معرفته بأنَّ البلد يحتاج إلى جهود جبارة ومتابعة حثيثة ومثابرة دقيقة، على عكس ما يقوم به السياسيون الذين يعتبرون أنَّ السياسة مجرد إنتخابات نيابية ونقطة على السطر.