IMLebanon

علاقات لبنان الخليجية  أرقى من مجرد مساعدات

كلما حضر موفد سعودي أو خليجي الى لبنان سارع السياسيون الى الترحيب بأحاديث يطغى عليها طابع المنفعة، والاقتصاد والسياحة والاستثمار وغير ذلك في هذا السياق نفسه. والنظرة التقليدية لهؤلاء السياسيين تكاد أن تنحصر بأن الدول الخليجية هي خزان مالي يمكن للبنان أن يغرف منه ولو بقدر، وهذا هو الهمّ الأول، ويضاف اليه همّ آخر يتعلق بمئات ألوف اللبنانيين العاملين في الخليج…

***

من الخطأ أن يحصر السياسيون اللبنانيون نظرتهم الى السعودية والخليج بزاوية المساعدات التي تقدمها المملكة والدول الخليجية الى لبنان. وأهم من المساعدات والاستثمار وغير ذلك هو الرابط القومي الذي يجمع بين العرب ومنهم لبنان. وعندما تكون العروبة هي أساس العلاقات بين الدول العربية، يصبح العرب في مختلف دولهم شركاء في المصير، ويفسح في المجال أمام التشاور بين مختلف المكوّنات العربية حول المسار العربي والمصير العربي.

***

عندما يكون الأصل في العلاقات العربية هو الرابط القومي، وليس المنفعة التجارية أو الاقتصادية فقط، يتحوّل الهدف الأسمى الى العمل على ترسيخ وحدة الأمة، ونبذ الخلافات بين مكوناتها، والعمل على ترسيخ التعاون والتضامن للوقوف صفا واحدا في مواجهة الأخطار الاقليمية والخارجية، فضلا عن الأخطار الداخلية المتمثلة بتفشّي وباء الإرهاب التكفيري. وبنظرة أوسع يتجه الاهتمام الى عقد المصالحات الاقليمية، منعا لاستغلال الخارج الأميركي – والصهيوني للخلافات البينية بين العرب ودول الجوار، لاستنزافهم بحروب الأحقاد الطائفية والمذهبية، بهدف استعمارهم من جديد.

***

لعل أفضل شعار للمرحلة المقبلة هو ما قاله الأمير خالد الفيصل عن لبنان، مع بعض التعديل ليكون أشمل… شعار يقول: لا نريد أرض العرب – وليس لبنان فقط، ساحة خلاف، بل ملتقى وفاق عربي…