تردّد المسؤولين بمعالجة الأزمة مع دول الخليج زاد من صعوبة حلها
كان بالإمكان تجاوز الازمة المستجدة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، باقل الضرر الممكن على الاقتصاد اللبناني، ولما تدهورت العلاقات مع هذه الدول الى هذا المستوى، لو تحقق أمرين أساسيين، الاول، ايلاء مسألة الحفاظ على العلاقات اللبنانية مع دول الخليج العربي الاهتمام المطلوب، والمباشرة
الأزمة دخلت منحى تصعيدياًوالتعقيدات تحيط بظروف المعالجة
السريعةللقيام بكل مايلزم لاتخاذ الاجراءات والتدابير لمنع تفاعل وتصعيد هذا الخلاف ووضع حد له فورا، واما باتخاذ قرار باقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، او بدفعه للاستقالة بنفسه. ولكن التراخي الذي حصل، والتردد في حسم الامور، وابقاء البت بهذه المسالة في عهدة القوى الداعمة لقرداحي، خشية اغضاب هذه القوى، زاد من حدة الازمة، بعد التصعيد الحاصل بالمواقف، ودخول اطراف عديدة على تاجيج الخلاف نحو الأسوأ.
الامر الثاني، سعي «حزب الله» لتوظيف
هذه الازمة في الصراع السعودي الايراني، من زاوية الحرب الدائرة باليمن، والتي يشارك فيها الحزب بفاعلية، واستغلال ماحصل لتصعيد التهجم على دول الخليج العربي وتحديدا على المملكة، مازاد الامور تعقيدا، والازمة استفحالاً نحو الأسوأ.
ولذلك، يلاحظ ان الازمة مع دول الخليج، دخلت في مرحلة معقدة، بعد اطالة الوقت الممكن لمعالجتها اكثر من اللازم، ما أدى الى تداعيات سلبية، الامر الذي زاد من تداعياتها السلبية التي طالت العلاقات الاقتصادية في العديد من جوانبها.
والسؤال المطروح هو، هل ما يزال الوقت متاحا لمعالجة هذه الازمة؟
يستشف مما يصدر من مواقف وتصريحات كبار المسؤولين في الخليج، بأن ازمة العلاقات مع لبنان، قد دخلت منحى تصعيدي، اكثر من السابق، بعد حملات تصعيد الحزب لحملاته السياسية والاعلامية ضد المملكة، بحيث اصبحت معالجتها اكثر صعوبة وتعقيدا من ذي قبل.
ولكن اللافت في بعض المواقف هذه، انعدام ثقة هؤلاء المسؤولين الخليجيين، بمسؤولي الدولة اللبنانية، لعدم قدرتهم على اتخاذ القرارات
اللازمة لوضع حد لهذه الازمة مع دول الخليج، بينما يذهب البعض منهم، الى تحميل بعض هؤلاء مسؤولية تردي العلاقات مع دول الخليج، لتهاونهم، او سكوتهم عن ممارسات الحزب العدائية ضد المملكة، او حتى التماهي معه ايضا منذ سنوات، بهذ الخصوص.
وفي الخلاصة، فإن تردي العلاقات بين لبنان ودول الخليج العربي عموما، ومنحاها التصعيدي، الذي تناول العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، يزيد في عزلته عن العالم العربي، بينما هو، بأمس الحاجة للانفتاح وتقوية الروابط الاخوية معها، وتقوية
وتطوير العلاقات معها، ولاسيما الاقتصادية منها، نظرا، لانعكاساتها الايجابية والمباشرة لمساعدته، لحل الازمات المتتابعة التي يتخبط بها، وفي مقدمتها الازمة المالية، بينما يلاحظ ان حزب الله، الذي يدفع بهذه الازمة نحو التصعيد، يمعن في تعقيدها، و يزيد من تداعياتها واضرارها على كل اللبنانيين.