لا شك في ان العلاقات مكهربة، على معظم الصعد.
لكن التوافق يفرمل الافتراق احيانا.
ومعظم الخلافات تحط رحالها في صميم القضايا العالقة، لكن التوافق صعب ومعقد.
والاتفاق غير التوافق.
وان كان يبدو احيانا معجزة من معجزات الاضطرابات.
كان ادوار حنين كتلويا عريقا، لكنه اضحى فيما بعد كاتب خطابات معظم رؤساء الجمهورية.
وبين ريمون اده وكميل شمعون، ظل ادوار حنين، كاتم اسرار الرؤساء السابقين.
في العام ١٩٨٥، استقال من الحكومة، والتزم مواقف الرؤساء الكبار، لكنه ظل رئيسا برتبة وزير.
هل يصبح السياسي، لمجرد ان يكتب خطابات الرئيس الاول في البلاد مجرد اديب برتبة رئيس.
ربما نعم.
وربما لا.
لكن الرئيس لن يهبط من موقعه ليصبح مجرد وزير.
كان الوزير السابق رفيق نجا يقول ان الحقيبة الوزارية لا تصنع قائدا.
لكنه راح يردد بأن الوزير يمكنه ان يجعل من الوزير رئيسا، وكان يعتقد ان الرئيس الفريد نقاش صنع من الحقيبة الوزارية رئاسة لبنانية.
ذات مرة دعي الوزير الى تسلم حقيبة وزارية.
وبعد مدة اختاره الحاكمون رئيسا للجمهورية، لأن الرئاسة تصنعها المسؤوليات الوزارية.
وهذا ما جعل الفريد نقاش رئيسا لا وزيرا.
كان الحكم طريقا الى جعل الحاكم، قائدا لدولة تبحث عن قائد.
الا ان الحاكم لا يولد مرتين، وربما بامكانه في عمر واحد وفي سنة واحدة، ان يصنع من الحكم طريقا الى الحاكم القوي، المنيع الخبرة، والعزيز الجانب.
كان الاستاذ طه حسين، عميد الادب العربي، لكنه ظل عميد الحكام المهيئين لتسلم المسؤوليات السياسية في معظم الوظائف.
وفي احدى المرات، وجد الكاتب، ان القائد المغوار ليس مجرد حاكم، بل اساس الحكم الظافر بالمسؤوليات.
كان رواد السلطة، يشعرون بأن الحكام، ليسوا دائما حكاما لكنهم آمنوا بأن الحكم هو مسؤوليات.
لماذا تنهال التعيينات على المسؤولين. هل العطلة يومي الاحد والجمعة تحقق الانصاف للمواطن. وهل الانصاف وليد العدالة.
الحقيقة، ان العدالة مريضة مثل الانسان المريض.
وعندما يستوي الجميع في قدر السلطة يصبح الحكم طريقا الى العدالة والنزاهة.