IMLebanon

الإسترخاء… والدولار

 

ضرابات تشرين الثاني وكانون الأول 2019، كوفيد-19 شباط 2020 وحتى يومنا هذا، المشاكل الإقتصادية والمالية والدولار، أيار 2020… تغيّرات جذرية وضعت كل لبناني في خانة واحدة هي القلق من المستقبل.

 

لجأ المواطن إلى الطريق، المكان الوحيد حيث بإمكانه التعبير عن سخطه وانزعاجه من الوضع المزري في لبنان، مطالباً بحقوقه التي لا يمكن التغاضي عنها. ومن مسؤولية كل سياسي لبناني تطبيق حقوق الإنسان من أجل حياة كريمة ومحترمة. ولكن هذا المواطن بحاجة أيضاً إلى الاسترخاء، كي يجمع طاقة إيجابية يستخدمها للتصدي للطاقات السلبية.

 

 

 

كيف يمكن للبناني أن يسترخي والدولار بهذه الحال؟ طبعاً هذا ليس بالبسيط ولكن لاستمرارية المطالبات المُحقة، جميعنا بحاجة للهدوء والاسترخاء وطبعاً ليس قصدنا التراجع والاستسلام. ولكن كيف يمكننا أن نسترخي؟ الإسترخاء هو عملية فيزيولوجية مهمتها راحة كل عضلات الجسد من خلال تمارين معينة. وعادةً، خلال عملية الإسترخاء، تُستَعمَل تقنية التأمّل التي توفر الصفاء الذهني ووضوح الرؤيا حول الحياة. ويتضمن الإسترخاء تدريبات معينة للتخلص من الأفكار السلبية والمخاوف والمواقف والذكريات المؤلمة، وتحلّ مكانها أفكار إيجابية تحفّزنا للإنطلاق في الإتجاه الصحيح. وعادةً، يمارس الإسترخاء في جو من الهدوء مع حرارة غرفة معتدلة وراحة جسدية تؤثر بشكل مباشر على الراحة النفسية. ولا يمكننا نكران أنّه خلال الإسترخاء والتأمل، يحدث نوع من الحوار الذاتي، وهذه تكون الخطوة الأولى نحو العلاج الذاتي الذي يتيح للشخص فرصة الإسترخاء الذهني والجسدي. ولكن ما فوائد الاسترخاء؟ وكيف يمكننا أن نسترخي في هذا الجو السياسي الصعب؟

 

فوائد الاسترخاء خلال يومياتنا

للاسترخاء فوائد ومميزات كثيرة، فهو يساعد على الشعور بالسلام الداخلي وهذا الشعور يمكن أن يُلازم الشخص طول النهار. كما ينشّط مراكز الطاقة وخاصة الطاقة الإيجابية التي تساعد في الاختيارات الصحيحة والملائمة. ويلاحظ بأنّ الأشخاص الذين يمارسون الاسترخاء يومياً، لديهم الشعور بالانسجام ما بين الروح والعقل والجسد والطمأنينة والهدوء واكتشاف المعاني العميقة للذات وترتيب الأفكار وتسلسل الأولويات.

 

وبعد فترة من ممارسة الاسترخاء، يمكن أن يقوم بها الشخص من دون مساعدة أحد، من المهم أن يكون قد تعلّم التقنية الصحيحة من خلال مؤتمرات ودراسات ومن خلال شخص متخصّص بالاسترخاء. وهذا الشخص سيشعر بسهولة التخلي عن التفكير السلبي والتركيز على موضوع إيجابي. ولكن، كيف تتم عملية الإسترخاء؟

 

 

 

جلسة الإسترخاء في البيت

بعد إعداد وتجهيز غرفة الاسترخاء، التي يجب أن تكون نظيفة مع مقعد أو «فرشة» مريحة وفيها بعض الزهور أو النباتات، يجب وضع موسيقى هادئة جداً وإضاءة خفيفة جداً وغير مباشرة، وبعد إغلاق الهاتف، تبدأ جلسة الإسترخاء التي يمكن أن تدوم حوالى 30 دقيقة يومياً.

 

يستلقي الشخص على الأرض أو على «فرشة» أو على السرير، ثم يتّبع الخطوات التالية:

– إغلاق العينين

– أخذ نفس عميق، 3 مرات متتالية (زفير وشهيق) وخلال هذه العملية، يقوم الشخص بالعد التنازلي من 10 إلى 1.

– عند الوصول إلى رقم 1، يتخَيّل التواجد في مكان هادئ.

– أخذ نفس عميق 3 مرات ممتالية وتَخيّل الذات في هذا المكان الجميل لمدة 5 دقائق متتالية.

إنّ عملية التنفس تساعد كثيراً على الإسترخاء، خاصةً استرخاء عضلات الجسم كلها، كما أنها تساعد على الخروج الفوري من التوتر والقلق والإنفعالات غير المرغوبة.

ولكن للوصول الى الاسترخاء، هناك العديد من العادات المختلفة، وسنقدّم بعضها:

– تناول كوب من الشاي الأخضر مع شخص عزيز على القلب.

– التغلغل في مغطس دافىء في حوض الاستحمام، فليس هناك أجمل من هذا الشعور الذي يساعد في ارتخاء جميع عضلات الجسم.

– تحضير كوب من الشوكولا الساخن وشربه بهدوء، والاستماع الى موسيقى هادئة وجميلة.

– أكل أو مَضغ الفواكه المجففة، ما يساعد على احتواء القلق ويؤمن جواً من الإسترخاء.

– ممارسة الرياضة قبل النوم، ثم أخذ حمام دافىء يساعد كثيراً على تهدئة الأعصاب.

 

 

 

بماذا يساعد الاسترخاء؟

يساعد الاسترخاء الإنسان على تغيير تفكيره من أفكار سوداوية حزينة، مثل القلق والاكتئاب، إلى أفكار إيجابية، ولكن لا يغيّر النمط التفكيري عنده. فإذا كان هناك شخص يطالب بحقوقه، فإنّ ممارسة الإسترخاء لا تمنعه من ذلك لكنها تجعله يفكّر بطرق مختلفة.

 

والإسترخاء هو نوع من الاستسلام الإيجابي، ويبعث في نفس الإنسان الهدوء والسكينة والاطمئنان. ويقضي على القلق والتوتر الذي أحدثته ضغوطات الحياة ومشكلاتها، خاصة إذا تمّ استعمال هذه التقنية بطريقة فعّالة وجدية ويومية.

 

ولا يمكننا أن نُنكر تأثّر الجسد والنفس بالاسترخاء الذي يبعث في النفس الهدوء والسكينة. فالاسترخاء يمدّ الإنسان بطاقة وحيوية ونشاط، كما يساعد على تحقيق الراحة النفسية عموماً، وخاصة لحالات التوتر. وهناك العديد من الدراسات العلمية التي أكدت أنّه يقوّي مناعة الجسم، وهكذا يقاوم الإنسان الأمراض.