IMLebanon

شحّ دولي متعمّد في دعم نازحي الجنوب

 

 

حتى أواخر 2023، لم ترصد الدول المانحة دولاراً واحداً لإغاثة النازحين عن جنوب لبنان تحت وطأة الاعتداءات الإسرائيلية. ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، فإنّ هيئات الأمم المتحدة والمنظّمات الدولية العاملة معها، وحتى 31 كانون الأول 2023، قدّمت من «مالها الخاص» ما قيمته 24.6 مليون دولار على صعيد الاستجابة لإغاثة النازحين الجنوبيين، 17 مليوناً منها عبارة عن مبالغ كانت مرصودة لتمويل برامج مختلفة، أعادت الهيئات والمنظمات الدولية توجيهها لأعمال الإغاثة جنوباً. أما بقية المبلغ، أي نحو 7.5 ملايين دولار، فقد سُحبت من أموالٍ تُرصد جانباً في موازنات هيئات الأمم المتحدة وتُستخدم في الحالات الإنسانية الطارئة. وبالتالي، فإن الهيئات أنفقت من أموال موازناتها المُعدّة أصلاً، وسط إحجام الدول المانحة، وفي مقدّمها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي عن تخصيص تمويلٍ للتدخل الإنساني في الجنوب.

 

وأُنفقت الملايين الأربعة والعشرون على 13 قطاعاً، على رأسها الأمن الغذائي (7.7 ملايين)، مساعدات مُختلفة (5.5 ملايين)، تلبية حاجات أساسية (3.3 ملايين)، الصحة (2.8 مليون)، المياه (2.7 مليون)، إيواء (1.1 مليون)، التربية (800 ألف)، حماية الأطفال (800 ألف)، الحماية (500 ألف)، التغذية (500 ألف)، العنف القائم على النوع الاجتماعي (400 ألف)، الاستقرار الاجتماعي (300 ألف)، التمكين (200 ألف).

هزالة ما قُدّم في الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب، خلقت واقعاً صعباً للنازحين ومُضيفيهم، وهو واقع يزداد صعوبة. فرغم تقديرات OCHA بأنّ هناك حاجة إلى 72 مليون دولار، رصدت الجهات المانحة نحو 11 مليون دولار فقط لتلبية الحاجات الأساسية للنازحين في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، تتوزع على الصحة (3 ملايين)، الاحتياجات الأساسية (1,5)، الأمن الغذائي (مليون)، المياه (أقل من مليون)، التمكين (900 ألف)، حماية الأطفال (800 ألف)، العنف القائم على النوع الاجتماعي (800 ألف)، الاستقرار الاجتماعي (400 ألف)، التغذية (400 ألف)، الحماية (350 ألفاً)، الإيواء (340 ألفاً)، التربية (310 آلاف)، و20 ألف دولار لم تُحدّد وجهة صرفها بعد.

ووفق أحدث تقرير لوحدة إدارة الكوارث، وصل عدد النازحين الجنوبيين إلى 81 ألفاً، استقبل قضاء صور العدد الأكبر منهم (27 ألفاً و400 نازح)، تليه محافظة النبطية (26 ألفاً و911 نازحاً). وبحسب مصادر معنية «منذ ثلاثة أشهرٍ، لم تُوزّع حصص غذائية وحصص نظافة على النازحين في قضاء صور، ممن يقطنون خارج مراكز الإيواء، وهم الغالبية الساحقة». فيما قدّم الصليب الأحمر الدولي 1000 حصة غذائية، ويقدّم المساعدة لـ6 مستشفيات جنوبية، إلى جانب الاهتمام بصيانة أو استبدال 13 مضخّة مياه إما متهالكة أو تعرّضت لاعتداءات إسرائيلية، ومساعدة مصلحة مياه لبنان الجنوبي بالمازوت والصيانة، بحسب منسّق قسم المياه والإسكان في الصليب الأحمر الدولي عماد شيري، لافتاً إلى أنّ «أماكن النزوح تشهد ضغطاً عالياً على الخدمات العامة، ما يخلق حاجة كبيرة لم تتم تلبيتها»، مشيراً إلى أن «الصعوبات اللوجيستية في البلدات الحدودية تحول دون إتمام أعمال الصيانة على وجه السرعة».

إلى ذلك، أقرّ مجلس الوزراء أمس، طلب مجلس الجنوب تأمين اعتماد بقيمة 93 ملياراً و600 مليون ليرة (نحو مليون دولار)، لتغطية دفع المساعدات لبعض ورثة الشهداء (عددهم 52) نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان منذ 8 تشرين الثاني 2023.

 

العمل مقابل النقد

الشّح المتعمّد من الجهات المانحة من جهة، وإفلاس الدولة المتخلّية أساساً عن الفئات المهمّشة، كلّ ذلك دفع بقسم من النازحين إلى القبول بالعمل لقاء 10 دولارات يومياً، إذ سيطلق اتحاد بلديات صور بالتعاون مع كل مِن الـ(undp) و«منظّمة العمل ضدّ الجوع»، قريباً برنامجاً تحت عنوان «العمل مقابل النقد». يقوم على تشغيل من يرغب من النازحين مع البلديات في أعمال النظافة والزراعة، من الثامنة صباحاً وحتى الواحدة بعد الظهر، لقاء 10 دولارات، على أن يُسمح لكل شخص بالعمل 20 يوماً يحصّل في نهايتها 200 دولار. ويُمكن الاستفادة من هذا العمل في دورة أخرى، بعد أن يستفيد جميع الراغبين من العمل في الجولة الأولى.