IMLebanon

المنظّمات الإغاثيّة أجهزة مُخابرات بلباس إنساني

لم تعرف الساحة المحلية عبر تاريخها وازماتها هذا الكم الهائل من منظمات الاغاثة التي تعمل تحت راية الامم المتحدة تحت عنوان «تأمين المساعدات الانسانية للنازحين السوريين الى لبنان» وفق الاوساط المواكبة للمجريات، ما يطرح الكثير من الاسئلة حول الدور الحقيقي لهذه المنظمات على الساحة المحلية كون تواجدها في دول الجوار السوري كتركيا والاردن شبه معدوم، وكذلك انعدام وجودها في الداخل السوري، ما يشير الى ان المبطن غير المعلن في المهمات التي تضطلع فيها المنظمات المذكورة، خصوصاً وان الاحداث اللبنانية التي اكلت البشر والحجر على الرقعة المحلية في سبعينات القرن الماضي لم تحرك الغيرة الدولية على اللبنانيين الذين اقتلعوا من بلدانهم في حروب التهجير فلم تكلف اي منظمة اممية نفسها بتقديم المساعدات للمهجرين داخل البلد الضغير، فيما عدا منظمة «كاريتاس» التي تشرف عليها الكنيسة التي هبت للمساعدة وتخفيف الاعباء عنهم من خلال تقديمها مساعدات عينية من غذاء ودواء وفرش واغطية.

وتضيف الاوساط ان هجمة المنظمات الاغاثية التابعة للامم المتحدة والمتعددة الجنسيات التي وفدت الى لبنان حصلت قبل اندلاع الحريق السوري بعام حيث تؤكد المعلومات ان بعض هذه المنظمات اجرت مسحاً ميدانياً للرقعة اللبنانية في 2010، ولا ينسى احد مسؤولي مركز الانعاش الاجتماعي في بلدة حلبا العكارية آنذاك والمسؤول عن مركزي بلدة البيرة ووادي خالد وحول وصول وفد اغاثي طالبا منهم المساعدة لاستئجار مستودعات كبيرة في البلدات المذكورة لتخزين مواد اغاثية من خيم وبطانيات، ولدي سؤال هؤلاء الموظفين التابعين لوزارة الشؤون الاجتماعية عن السبب في ذلك كان الجواب ان المنظمة الإغاثية تستعد ومن باب الاحتياط والوقاية للتحضير لمعالجة اي تداعيات لكوارث طبيعية قد تحصل كالفيضانات والزلازل، وقد استخف مسؤولو مراكز الانعاش الاجتماعي بذلك واصفين العقل الغربي بالفارغ، ولدى اندلاع الحرائق السورية تذكر المعنيون الامر ليخلصوا الى ان عقلهم كان فارغا وان المنظمات الاغاثية كانت تحضر لاستباق الاحداث السورية وما ستخلفه من موجات نزوح باتجاه الاراضي اللبنانية.

وتشير الاوساط نفسها الى ان المنظمات الاغاثية التي تعمل تحت راية اممية ليست سوى غطاء للمخابرات الغربية المتعددة التي تدير دفة الحرائق في المنطقة وخصوصا سوريا وتتحرك تحت ستار انساني، ولعل اللافت انه اثناء الاقتتال في حمص وقبل سقوط حي «بابا عمرو» الذي تحصن فيه التكفيريون من «جبهة النصرة» وكتيبة الفاروق، كانت قوافل المنظمات المذكورة تجتمع في «بيت البيئة» في عندقت وموقعه في حرج بعيد عن البلدة، حيث تتوزع المهمات الاستطلاعية على طول الحدود اللبنانية – السورية دون ان تقدم اية مساعدات حاصرة تحركها بمسح جغرافي لاقامة مخيم يتسع لاربعين الف نازح في سهل عكار ومنطقة وادي خالد.

وتضيف الاوساط ان المنظمات المذكورة وظفت المئات من ابناء المنطقة كسائقين حيث يتنقل موظفوها كل على حدة في سيارات «جيب» تقل السائق والموظف فقط وسط شروط تفرض على طالبي الوظيفة قبل الحصول عليها ومنها مدى معرفته بطرقات المنطقة المعبدة منها والترابية اضافة الى انه ممنوع ان يسأل عن الوجهة، وممنوع ان يتحدث مع احد اثناء المهمة ومن يخل بهذه الشروط يلغ عقد عمله كما حصل مع الكثيرين منهم، ولعل من اللافت بمكان انه بعد سقوط حمص وتلكلخ و«امارة الحصن»، بدأ عديد هؤلاء بالانحسار وجرى صرف مئات من الموظفين المحليين، كون مهمتهم انتهت وعليهم الانتقال الى مناطق اخرى، وفي المعلومات ايضا ان زيارة رجب طيب اردوغان الى لبنان وانتقاله الى بلدة الكواشرة وجديدة عيدمون التركمانيتين لتدشين مدارس ومنشآت قدمتها تركيا للبلدتين على قاعدة ان سكانها من القبائل التركية التي بقيت في لبنان، كانت زيارة اردوغان اشبه ما تكون بدور المنظمات الاغاثية لا سيما وان «امارة الحصن» أدت بلدة الذارة التركمانية في سوريا دوراً اساسياً في القتال الى جانب التكفيريين وكانت امداداتها بالسلاح تمر عبر جديدة عيدمون حيث داهم الجيش اللبناني مخزنا للسلاح ومخبأ لتصنيع الصواريخ منذ مدة والقي القبض على شخص من آل مقصود يعمل مع التكفيريين، فهل كان حلم اردوغان استطلاع بقايا امجاد جدوده العثمانيين على خلفية انهم عائدون؟