Site icon IMLebanon

باقٍ من الزمن  ثلاثة أيام فقط!

العدّ العكسي مثير للقلق والتوتر في حدّ ذاته، سواء أكان الحدث هو اطلاق مركبة تقل بشرا لتحطّ على سطح القمر، أم كان مجرد استحقاق رئاسي عادي في بلد غير عادي مثل لبنان. وبعد طول انتظار، نتيجة شغور رئاسي استمر لنحو سنتين ونصف السنة، تنظر غالبية من اللبنانيين الى الرزنامة بإثارة شديدة وهي تعدّ الأيام… باقٍ من الزمن ثلاثة أيام. يومان. يوم واحد! وأخيرا سيكون للبنان رئيس للجمهورية منتخب بحسب الأصول! انه واقع أجمل من أن يكون حقيقة في نظر كثيرين! ولكن هذا في الظاهر فقط، لأن تراكم التعقيدات اللبنانية يضاهي اليوم سلسلة جبال جديدة تضاف الى الجغرافيا الطبيعية والسياسية للوطن اللبناني!

***

الأيام القليلة التي تسبق ولادة العهد الجديد، مثل الأيام القليلة التي ستلي الولادة، ستكون حاسمة في مسار إقلاع العهد… فاما أن تحظى بزخم اضافي يساعد على انجاز الخطوات الدستورية اللاحقة بسهولة ويسر. واما ان تحدث ثقوب في خزّان الطاقة ويتسرّب الزخم من خلالها، ويقود ذلك الى مراوحة قاتلة في مستهل العهد! واعتبارا من هذه اللحظة، لن يكون من المنطقي تحميل الطبقة السياسية مسؤولية هذه العرقلة وهذا التعقيد، لسبب بسيط هو ان المقود انتقل الى يد العهد الجديد!

***

قد يكون هذا العهد الاستثنائي بمقدماته ومواصفاته، ولد تحت عنوان المغامرة و… المقامرة، ولكن من مصلحة العهد والوطن معا، التخلص سريعا من هذا التوصيف، وابداله بعنوان آخر هو التوازن والاتزان. وأيا كانت التضحيات والتنازلات التي تُبذل اليوم من أجل توفير اقلاع آمن للعهد، فانها ستبقى أقل كلفة من الأثمان الباهظة التي سيتم دفعها بالضرورة والاضطرار، لاحقا. وقليل من النزق اليوم سيوفّر على لبنان الكثير من الحرائق غدا…

***

باق من الزمن ثلاثة أيام… فلننتظر!