Site icon IMLebanon

إزالة المخالفات على كورنيش الميناء: هل تعود مشاريع ردم البحر؟

بعد حملة إزالة الأكشاك والبسطات المخالفة على طول كورنيش الميناء في طرابلس، والتي نفّذتها البلدية الأسبوع الماضي، يبرز تخوّف جدّي في المدينة من إمكان عودة مشاريع ردم البحر إلى المنطقة بحجة «التأهيل الحضاري» للواجهة البحرية

 

من المُقرّر أن يعقد المجلس البلدي لمدينة الميناء، اليوم، جلسة لمناقشة مسألة إعادة دراسة المخطّط التوجيهي للأراضي الواقعة ضمن الواجهة البحرية للمدينة. هذه الجلسة تأتي بعد حملة قامت بها البلدية الأسبوع الماضي، نزعت خلالها كل الأكشاك والبسطات الشعبية على الكورنيش البحري الممتد على مساحة 7 كيلومترات، كذلك تأتي بالتزامن مع طلب بلدية طرابلس مُناقشة المُخطّط التوجيهي للمدينة.

في ظلّ هذه المُعطيات، يُثير «ائتلاف الشاطئ العام» شُبهة «العودة إلى مشاريع ردم البحر» عبر السعي الى تغيير عامل الاستثمار في المنطقة لمصلحة شركات عقارية تنوي إقامة مشاريع استثمارية في المنطقة.

وكانت عملية إزالة البسطات المُخالفة التي قامت بها بلدية الميناء منذ أسبوع قد طرحت أسئلة حول أسباب «نجاحها»، بعد محاولات عدة قامت بها البلدية على مرّ السنوات الماضية كانت تلقى الفشل. بحسب رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين، فإنّ اللقاء المُوسّع الذي عُقد في مكتب محافظ الشمال في سراي طرابلس هو الذي أسهم في التوصل إلى قرار جدّي بالإزالة، مع ما يتطلّبه ذلك من رفع الغطاء السياسي عن الجميع.

مساع لتغيير عامل الاستثمار لمصلحة شركات عقارية تنوي إقامة مشاريع في المنطقة

ورداً على ما أشيع عن أن إزالة المخالفات في كورنيش الميناء هي مقدمة لإقامة مشاريع استثمارية وسياحية، ينوي متموّلون وأثرياء في المدينة القيام بها، أكد علم الدين أن «الكورنيش هو ملك المواطنين وليس ملك أي جهة أو شخص، وأي تغيير في وجهة استعماله أو استثماره يتطلّب تشريعاً من مجلس النواب». ماذا عن الحديث عن الضغوط التي مارسها بعض السياسيين في المنطقة، كالرئيس نجيب ميقاتي والنائب السابق روبير فاضل وبعض رجال الأعمال، لإزالة المخالفات والأكشاك على كورنيش الميناء؟ يجيب: «لم يتّصل بي أحد، ولم يراجعني أحد في هذا المجال، وهم يعرفون جيداً من أكون وكيف سيكون ردّي، لذلك فضّلوا عدم مراجعتي بالموضوع».

في المُقابل، يُقرّ علم الدين بوجود مشاريع «تأهيل» للكورنيش البحري، مشيراً الى مشروعين؛ الأول يتعلّق بمعالجة مسألة الصرف الصحي الذي يصبّ في البحر، والثاني يتعلّق بتأهيل الواجهة البحرية، «ومن شأن ذلك أن يحقق المشروع الحلم الذي نسعى لتنفيذه في الميناء، وهو سيؤمن فرص عمل لمئات المواطنين في المدينة، وبشكل منظم وحضاري».

وفي وقت يُشكّك البعض في «نوايا» البلدية ويُثير شبهة تكرار «سيناريو» المشاريع «الحضارية» مع ما تمثّله من ردم إضافي للبحر، يصرّ علم الدين على القول إنه «في وقت قريب، سنكون أمام كورنيش نظيف ومسابح شعبية لجميع الناس (…)، وأنا أول من وقف ضمن البلدية وخارجها ضد حيتان المال، للحفاظ على بحرنا وهوائنا وبيئتنا، لكي يكون هذا الكورنيش للفقراء قبل الأغنياء، ومتنفساً لكل اللبنانيين».

تجدر الإشارة الى أن بلدية الميناء تنوي خلال الايام المُقبلة تنفيذ حملة تنظيف واسعة لإزالة مُخلّفات البسطات والأكشاك، لكنها تنتظر «امتصاص» ردود فعل أصحاب الأكشاك والبسطات الذين عمد بعضهم الى إحراق أكشاكهم احتجاجاً، وبعضهم الآخر قام بالاعتصام تنديداً بـ«تنفيذ مشاريع الأغنياء المُخالفة وإزالة مُخالفات الفقراء»، على حدّ تعبير أحد أصحاب الأكشاك.