IMLebanon

تجديد الثقة الأميركيّة بالجيش… 3 طوافات تدخل ساحة المعركة

يستمرّ الدعم الأميركي للجيش اللبناني، في خطوة تدلّ على ثقة واشنطن بالمؤسسة العسكرية ومساندتها في مواجهة التنظيمات الإرهابية على الحدود، ولضمان الامن والإستقرار في الداخل.

قد يكون تسلّم لبنان 3 مروحيات «هيوي-2» أمراً مفيداً للجيش، لكنّ الأهمّ هو القرار الأميركي بتسليح الجيش وتأمين احتياجاته العسكرية، وهذا الموضوع يشكّل ضمانة أكيدة لوطن يعيش قلقاً حدوديّاً ولا يعرف الإتجاه الذي ستسلكه حروب المنطقة.

وفي الواقع، فإنّ هذا النوع من المروحيات ليس جديداً على الجيش، إذ إنّه سبق وتسلّم عام 2012 ستّ مروحيات «هيوي 2»، كجزء من برنامج المساعدات العسكرية الأميركية.

وقد استعملت هذه المروحية سابقاً في أحداث نهر البارد عام 2007، حيث تمكّنت من تدمير كلّ المباني والملاجئ التي كان الإرهابيون يحتمون بها، حيث استخدمت كطائرة هجومية من خلال تزويدها بقنابل 250 كلغ الخاصة بطائرات Hunter، وقنابل 400 كلغ الخاصة بطائرات الميراج.

استعدّت قاعدة بيروت الجويّة أمس لاستقبال المروحيات. كل شيء جاهز: منصّة الاحتفال، مكان جلوس الضبّاط اللبنانيين والاميركيين، علما البلدين. الجميع اتخذ مراكزه وحتى المروحيّات إصطفّت في المطار قرب بعضها البعض، وقد طليت باللون الأبيض الذي لن يصمد طويلاً في حال استخدمت في نقل الجنود وفي معارك السلسلة الشرقية أو أي معارك أخرى.

القائم بأعمال السفارة الأميركية السفير ريتشارد جونز حرص على التجوّل وتفقّد المروحيات الثلاث برفقة ممثل قائد الجيش نائب رئيس الأركان للتجهيز العميد الركن مانويل كرجيان وعدد من الضباط اللبنانيين والأميركيين، وقد كشف جونز على المروحيات من الخارج ثمّ انتقل إلى داخلها، فصعد اوّلاً إلى غرفة القيادة متفقّداً اللوحة، من ثمّ نزل وصعد مجدّداً الى المقاعد المخصّصة لنقل الجنود، وأخذ يهزّ المقاعد ليتأكّد من ثباتها ومتانتها، وكان يحاول الصعود والنزول من دون مساعدة احد، والأمر نفسه تكرّر بالنسبة إلى بقية المروحيات.

وفي معرض حديثه عن العلاقات اللبنانية – الاميركيّة، أكّد جونز في كلمته أنّ «الهبة تقدر قيمتها بأكثر من 26 مليون دولار، وهذا يُثبت التزام أميركا المستمر بدعم تحديث قدرات الجيش الجوية ومجاله، وتحسن قدرة الجيش اللبناني على نقل التعزيزات العسكرية بسرعة وكفاءة الى مناطق التوتر البعيدة على طول الحدود لدعم معركة الجيش ضد الإرهابيين والمتطرفين»، لافتاً الى انه «مع إضافة هذه الطائرات الثلاث الى أسطوله الجوي، يكون الجيش اللبناني قد امتلك الآن تسعة مروحيات «هيوي-2»، متعددة المهام وفّرتها الولايات المتحدة».

وشدّد جونز على أنّ «الجيش اللبناني لديه الدعم الذي يحتاجه ليكون المدافع الوحيد عن الأراضي اللبنانية، وهذا التزام طويل الأمد. وليس لدينا أي خطط لإبطاء هذا المستوى من الدعم أو تغييره. في الواقع، سلّمت أميركا أخيراً نظام أسلحة إضافياً إلى أسطول الطائرات اللبناني ذات الأجنحة الثابتة، فضلاً عن مزيج من الذخيرة كان الجيش اللبناني قد طلبها».

ولفت إلى «أنّ العلاقة الأمنية اللبنانية – الاميركية لم تكن أبداً أقوى ممّا هي عليه اليوم، وذلك بسبب أسُسها القوية من الشراكة والقيم المشتركة، الولايات المتحدة لديها ثقة مطلقة بالتزام وعزم وقدرة الجيش على الدفاع عن لبنان والدفاع عن الشعب اللبناني ضد التهديدات الإرهابية، لهذا السبب يوفّر لكم الشعب الأميركي الأسلحة والذخائر التي طلبتموها بشكل عاجل. وفيما يواصل الجيش اللبناني الدفاع عن لبنان، يمكنكم الإعتماد على أميركا في مواصلة دعم احتياجاته».

وتقديراً لمهام الجيش وتضحياته، وجّه جونز كلمة عاطفيّة قائلاً: «أحييكم يا جنود لبنان، فأنتم الرجال والنساء الشجعان الذين يعملون على إبقاء لبنان مستقراً وآمناً من التهديدات الخارجية المتطرفة يومياً.

لقد أظهرتم مراراً وتكراراً أنتم ورفاقكم استعداداً لدفع الثمن الأغلى من أجل الدفاع عن وطنكم، لقد مات اثنان من رفاقكم هذا الشهر للأسف خلال المعارك، ونحن نحزن لفقدانهم ونأمل أن تشعر أسرهم ببعض العزاء في معرفة أنهم ماتوا أبطالاً في خدمة قضية نبيلة.

إنّ تفانيهم وتفانيكم، بالإضافة الى حرفيتكم أمران أساسيان لاستقرار لبنان المستمر، شكراً على خدمتكم لبلدكم وعلى دفاعكم عن المبادئ والقيم المؤسسة للبنان. تعيش الصداقة اللبنانية- الأميركية ويعيش لبنان».

وبما أنّ كل رصاصة أو مساعدة للجيش مهمّة في هذه الفترة، أكّد كرجيان أنّ «قيادة الجيش تقدّر أهمية هذه المساعدة في إطار برنامج المساعدات الأميركية المتواصلة، التي لا تقتصر على قيمتها العسكرية فحسب، بل أيضاً على قيمتها المعنوية التي تعبّر عن تمسّك واشنطن بعلاقة الصداقة التي تجمعها بلبنان، وإيمانها الراسخ بدور الجيش اللبناني، كضمانة حقيقية لسيادة الوطن وحريته واستقلاله».

وأوضح أنّ «لبنان يواجه في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه أكثر الاعداء خطورة، ألا وهو الإرهاب». وقال: «لقد أدرك الجيش اللبناني منذ البداية، أبعاد هذا الخطر وجسامة تأثيره على أمن الوطن ورسالته الحضارية، فسارَع الى مواجهته بكل حزم وقوة، مقدماً التضحيات الجسام في سبيل ذلك.

وممّا لا شك فيه، أنه كان للدعم الذي قدمته أميركا للجيش اللبناني ولا تزال، دور مهم في رفع مستوى جهوزيته القتالية، وبالتالي قدرته على مواجهة التنظيمات الإرهابية وتحقيق الإنتصارات عليها».

ينتظر الجيش اللبناني مزيداً من المساعدات الأميركية والغربية والتي ستصِل تباعاً، في حين يكمل مهمّاته الوطنية التي تحظى باحتضان وطني وشعبي وتقدير عالمي.