عادت العلاقة بين «الكتلة الشعبية» وعائلة سكاف من جهة وبين راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الكاثوليك المطران عصام درويش من جهة ثانية، إلى ما يمكن وصفه بـ «نقطة الصفر» بعد سقوط الهدنة بينهما.
يتحدّث المقربون من «الكتلة» وعائلة سكاف بكثير من العتب والأسى عن هذه العلاقة المتوترة والتي يحمّلون مسؤولياتها وتداعياتها إلى المطران درويش، إذ «كان الأخير يعمد في الكثير من المحطّات إلى تخريب العلاقة والعمل ضد هذا البيت، فيما كان يقابل بيد مفتوحة وممدودة من منزل سكاف باتجاه كاتدرائية سيدة النجاة».
يتذكّر هؤلاء كيف رفضت ميريام سكاف الدعوات التي أطلقت بعد وفاة الوزير الياس سكاف مطالبةً إيّاها بعدم استقبال درويش، لتؤكّد أنّ هذا البيت مفتوح لكل من يريد تقديم العزاء. وذهبت أبعد من ذلك، بزيارتها كاتدرائية سيدة النجاة وتقديم الشكر لدرويش لمشاركته في العزاء ومراسم الدفن، من دون أن يتمّ فصلها عن نيّة سكاف بطيّ الصفحة الماضية.
ترفض ميريام الياس سكاف الحديث عن هذه العلاقة أو عن أي أمرٍ له علاقة بالسياسة، إذ إنها ما زالت منشغلة بالتحضير لإحياء ذكرى أربعين الياس سكاف التي ستقام في مقام سيدة زحلة والبقاع.
في المقابل، يؤكّد بعض «السكافيين» أنّ بعد الأربعين لن يكون كما قبله، بحيث ستحمل هذه المحطّة رسائل عدة، أوّلها يتعلّق بمبدأي الوفاء والاحترام للوزير الراحل اللذين لم يكونا متوفّرين عند من حضر من زحلة «لقاء السفارة السورية». وأكثر من ذلك، فهؤلاء بحثوا موضوعاً «لا يعنيهم أصلاً، وتخطّوا بذلك كلّ الاحترام الانساني ومعنى الوفاء بالتطرّق إلى موضوع الوراثة السكافية بعد أن توافق عليها المعنيون بالأمر واكدوا وقوفهم الى جانب ميريام سكاف».
يعدّد بعض المقربين من سكاف المآخذ على مسار المطران درويش وما يصفونه بـ «حربه المستمرة على الكتلة الشعبية التي يعاديها من منطلق واحد يتعلق بالزعامة السياسية التي يريدها من أجل مصالحه الخاصة، وتحمّسه لطرح الكثير من الأسماء الكاثوليكية المحتملة للوراثة السياسية والعمل على تعويمها من خلال اتصالاته السياسية التي يجريها.. وكل ذلك بهدف تسويق بعض الأسماء إلى النيابة والوزارة، عدا تبرّعه باعتبار المقربين منه ومن يدورون في فلكه ممثلين عن الطائفة الكاثوليكية تحت غطاء ديني وما تمثله كاتدرائية سيدة النجاة التي تحولت إلى مقر سياسي لكل من يعادي الكتلة الشعبية»، وفق تعبيرهم.
في المقابل، يردّ المطران درويش على هذا الأمر، مشيراً إلى أنّ لا علاقة له بكل هذه «الحروب الوهمية». أما بشأن ما حكي عن اتصال ناري بينه وبين ميريام سكاف، يوضح سكاف أنّه اتصال هادئ جرى بعد «إقدام بلدية زحلة – معلقة على ردم الحفرة في مكان الأشغال التي كانت تتم في داخل كاتدرائية سيدة النجاة، لا سيما أن قرار الردم أتى بطلب واضح من سكاف التي اتصلت بعدد من الأعضاء في البلدية وطالبتهم بردمها بأسرع وقت».
ويضيف: «وعليه انا اتصلت بها وقلت لها إنّ هذه العدوانية ليست حلاً للأمور التي يجب ان تحل باللقاء والحوار، وليس مستحباً أن تبدأ مسيرتها السياسية بهذه العدوانية»، مشيراً إلى أنّ «هناك شهودا كانوا على مسمع اتصاله مع السيدة سكاف وبينهم نائبه الارشمندريت نقولا حكيم والاب ليان وآخرون».
وعن موضوع «لقاء السفارة السوريّة»، يلفت درويش الانتباه إلى أنّ «اللقاء أتى بمحض الصدفة وتمّ تنسيقه خلال زيارة السفير السوري الى زحلة وتقديمه العزاء»، موضحاً أنّه «كأي لقاء بدأ من موضوع النفايات الى الرئاسة الاولى والجلسة التشريعية ومجلس الوزراء وصولا الى موضوع زحلة بعد رحيل الوزير سكاف، وكان هناك اجماع على ضرورة ان يبقى البيت مفتوحاً، لا أكثر ولا أقلّ».
ويوم أمس، أصدرت امانة سر مطرانية الكاثوليك بيانا حمل توضيحات من المطران درويش الذي «لا يعرف سياسة التهديد ولا يملك وسائلها ولا يؤمن الا بلغة التفاهم والمحبة ولا يعرف إلا الانفتاح والحوار». وأوضح البيان أن الاتصال الذي اجراه درويش بميريام سكاف حول اجراء قامت به بلدية زحلة، «كان للاستفسار».
واشار البيان الى ان «الغداء الذي اقيم في السفارة السورية بحضور عدد من المدعوين، كان مناسبة اجتماعية ليس لها اي بعد او هدف سياسي، وهي تدخل من ضمن سياسة الانفتاح التي ينتهجها». وأمل البيان «عدم زج اسم المطران درويش في مشاريع ونزاعات سياسية غير موجودة وغير محتملة او متوقعة».
وعلى خط مواز، اعتبر الوزير السابق سليم جريصاتي أن اللقاء في مقر السفارة السورية «لم يكن مبرمجاً»، مشيراً إلى أن «أسماء الذين سرّبوا صورة الاجتماع باتوا معلومين».