Site icon IMLebanon

إصلاح أم ثورة هدم؟

الواقعية السياسية، والمصلحة الوطنية، واختلال توازن القوى في الداخل اللبناني تفرض على القيادات السياسية وعلى اللبنانيين، البدء وبسرعة، بحزمة اصلاحات جذرية، تنقذ البلد من الفساد والاهتراء والتفكك، وتحمي صيغة العيش المشترك من الانهيار بفعل الاحقاد والممارسات الطائفية والمذهبية، التي تتراكم بسبب اوضاع لبنان المزرية، وهذه الحزمة تنفذ تحت يافطة الاصلاح من خلال الدستور والقوانين، وليس وفق طروحات من نصّبوا انفسهم رؤساء ومرشدين لحملات مثل «طلعة ريحتكن» او «بدنا نحاسب» وغيرها من التجمعات الكبيرة والصغيرة، المخروقة قياديا بأشخاص منتمين فكريا وتنظيميا الى احزاب يسارية وطائفية، رغم ادعاءاتهم بالعكس ونفيهم حقيقة امرهم، لان من ينادي اليوم، وفي الظروف الحالية، باسقاط الحكومة، وبالثورة، وبطرحهم خريطة طريق لا تتوافق مع الدستور والمنطق والقانون، لا يعملون بالتأكيد لمصلحة لبنان ولا لمصلحة الشعب اللبناني، بل يمهدون حقيقة لثورة اهلية تقضي على اي امل بقيامة «لبنان» والامر الحسن ان طلاتهم الاعلامية كشفت توجهاتهم هذه، خصوصا عندما استفاضوا باتهام القوى الامنية، وبرأوا ساحة العراة الذين اعتدوا على رجال الامن بالحجار المقتلعة من الارصفة. وبالادوات الصلبة، وزجاجات المياه، والبيض والبندورة، وكسروا واجهات المحال ونهبوا بعضها، واقتلعوا الاشارات والعواميد وشوهوا تماثيل وصور شخصيات سنية لها فضل على هذا الوطن ورفعوا شعارات طائفية ومذهبية، وتفوهوا على الهواء ومن دون قناع، بالشتائم البذيئة النابية والتهديد بالقتل التي تعاقب عليها القوانين.

***

ان خريطة الطريق التي تحقق للمتظاهرين الاوادم الشرفاء مطاليبهم، وتؤمن لهم وللبنانيين الاخرين الذين يشعرون بذات شعورهم وطنا نظيفا ودولة قوية وحكما مستقرا، تقوم وفق رجل سياسي وحقوقي شريف شغل مناصب عالية في الدولة، على الاسس الاتية:

1- انتخاب رئيس للجمهورية يتعهد بتنفيذ البنود الاتية بمهلة معينة او يستقيل.

أ- تشكيل حكومة جديدة من كفاءات معروفة نظيفة.

بـ وضع قانون انتخابات عصري وعادل ينتج طبقة سياسية جديدة.

ج- انتخاب مجلس نيابي خارج القيد الطائفي.

د- تعيين مجلس شيوخ طائفي.

هـ- تحقيق اللامركزية الادارية الموسعة، امنيا وانمائيا.

و – بناء جيش وطني وحيد على كامل التراب اللبناني.

ز- جمع السلاح على انواعه وحصره بالقوى الشرعية.

اذا كانت جميع هذه الاصلاحات الحلم، لا ترضي بعض الاطراف، فان هناك مشكلة كبيرة في لبنان، لا يمكن حلها الا بالقوة او بالتقسيم.