تسود الاوساط الشمالية اللبنانية مخاوف من تداعيات الاحداث الجارية في سوريا، لا سيما في المناطق الحدودية، نظرا لعمق العلاقات والتداخل بين قرى وبلدات عكار والقرى والبلدات السورية، وتنجم هذه المخاوف عن احتمال تطور دراماتيكي لزحف الفصائل المسلحة نحو مدينة حمص وريفها، خاصة بعد انتشار شائعات تزكيها تيارات محلية، عن امكانية تمدد الفصائل المسلحة نحو المناطق اللبنانية في الشمال والبقاع.
من يتجول في المناطق الشمالية الحدودية يتلمس حجم هذه المخاوف، ومن تتبع المواطنين لمجريات الاحداث السورية وتفاصيلها والتفاعل معها، سلبا وايجابا، يمكن ملاحظته من خلال كلمات او خطب الجمعة في بعض المساجد.
وازدادت المخاوف مع تنفيذ غارة “اسرائيلية” للمرة الثانية، فجر امس الجمعة على معبر العريضة الحدودي الذي سبق تدميره بغارة ليلة تنفيذ وقف اطلاق النار. فالمعابر الحدودية الشمالية مع معبر الجوسية، الذي تعرض ايضا لغارة ثالثة فجر امس، اصبحت كلها خارج الخدمة.
واصدرت المديرية العامة للأمن العام بيانا جاء فيه ” أنه نتيجة الاعتداءات “الإسرائيلية” المتكررة التي استهدفت المعابر الحدودية البرية، لاسيما في الشمال، قررت المديرية إقفال هذه المعابر حتى إشعار آخر، حفاظاً على سلامة العابرين والوافدين. على ان يبقى معبر المصنع الحدودي متاحا امام حركة الدخول والخروج، خصوصا للرعايا السوريين، وفقاً للإجراءات الاستثنائية الموقتة والتعليمات المعممة سابقا”.
قرار الامن العام ترافق بتدابير للجيش اللبناني على طول الحدود الشمالية، حيث نصب حواجز وسيّر دوريات وسط اجراءات مشددة، ونفذ انتشارا كثيفا على طول المناطق الحدودية في عكار وفي مختلف القرى والبلدات المتاخمة لسورية.
الجيش: توقيف 36 سوريّاً
أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان لها انه: “ضمن إطار التدابير الأمنية التي تقوم بها المؤسسة العسكرية في مختلف المناطق، أوقفت وحدتان من الجيش تؤازر كلًّا منهما دورية من مديرية المخابرات 36 سوريًّا وفقًا لما يلي:
– توقيف 24 سوريًّا على حاجز دير عمار – الشمال لتجولهم داخل الأراضي اللبانية بصورة غير قانونية.
-توقيف 12 سوريًّا في منطقة بيت الطشم – الهرمل لدخولهم إلى الأراضي اللبنانية خلسة.
سُلّم الموقوفون وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص”.
هذه التدابير الامنية المتشددة التي يتخذها الجيش اللبناني في الشمال، وتدابير الامن العام اللبناني في المناطق الحدودية لاقت ارتياحا شعبيا واسعا، في ظل الخشية من تسلل عناصر مسلحة الى الداخل اللبناني، والمخاوف من انعكسات الاحداث السورية، وان هذه الاجراءات تأتي في مرحلة حرجة من تاريخ المنطقة التي تعيش فوق صفيح ساخن غير مسبوق.