IMLebanon

عن لبنان الذي أسقطوه

 

 

هذا هو مصير الأوطان عندما يتحكّم فيها الصغار فيما حولهم غابة من الوحوش الضارية.

 

في عزّ هذه المعمعة المرعبة، وألسنة نار الحروب المشتعلة تطوِّق الوطن الصغير المعذب، من كل حدب وصوب، شمالاً وجنوباً وشرقاً وبحراً، بماذا يستطيع أن يرد عليك أي مسؤول لو سألته: الى أين نحن ذاهبون؟ طبعاً، لا أحد يملك حداً من الجواب الشافي، لدرجة آن آخر مواطن في آخر دسكرة يمكنه أن يأتيك بالجواب المماثل لما يمكن أن يطلع به أي مسؤول من «دُرر الكلام».

 

بئس الزمان اذ يتولّى المسؤوليات أولئك الذين ليسوا في العير ولا في النفير، بينما طبول الحرب تُقرع في كل مكان، ونفيرُها يصمّ الآذان. وأما المسؤولية فضائعة في كل أوان.

 

هل يملك أحد من المسؤولين أن يتحفَنا بأفكاره النيّرة ما إذا كان اللهيب المتأجّج سيأكل الساحة اللبنانية؟!.

 

هل من مسؤول حكومي ينبئنا بمحصّلة مساعيه لتجنيب لبنان شرور الكارثة، هذا إذا كان قد قام بتلك المساعي، ومع أي دول، وما تأثيرها وتأثير المسؤولين فيها؟!.

 

وهل من مسؤول نيابي يقف ويقول لنا الكلمة الفصل والقول الحسم: يجب أن يُعقد مجلس النواب فوراً (يعني فوراً، فعلاً) لانتخاب رئيس للجمهورية أقله لسد هذه الثغرة القاتلة في جدار السلطة؟!. فيلتئم النواب ويحاولون، ثم يحاولون، ومن ثَمّ يحاولون… الى أن ينتخبوا الرئيس، الذي إذا لم ينتخبوه اليوم، فمتى ينتخبونه؟!.

 

هل من مسؤول يخبرنا عن نتيجة المباحثات التي أُجريت مع حزب الله حول الآتي من الأيام والمصير، هذا إذا كان ثمة مباحثات قد أُجريت؟!.

 

ما هي الإجراءات المتخذة لمواجهة تداعيات الحرب، إذا نشبت، وهل من دراسة جدّية في هذا المجال؟!.

 

هل من مسؤول طار على جناح طائرته الخاصة (وما أكثر الطائرات الخاصة في هذا البلد الذي تعيش أكثرية شعبه تحت خط الفقر!) ليجول في الزوايا الأربع من المعمورة في محاولةّ (واجبة الوجوب) لتدارك ما يمكن تداركه؟!.

 

إنه زمن الفراغ، وزمن القحط، وزمن العقم الفكري والسياسي، وزمن الوطن المنكوب والشعب الذي هو على أمره مغلوب.