IMLebanon

الردّ على افتراءات حسن نصرالله

«شراء الذّمم بالمال يجب أن ينتهي ويجب أن يسقط» قال حسن نصرالله يوم الأحد الماضي في خطابه الناريّ، ونودّ أن نسأله: من يشتري الذّمم في المنطقة العربيّة غير إيران وحزب الله، خصوصاً بعد تأكيدك أنّكم تتعاملون بـ»الكاش»، من يشتري الذّمم وأرواح الموتى، ويضع تسعيرة لقتلى أبناء الطائفة الشيعيّة في لبنان، فللشابّ سعر العازب بتسعيرة والمتزوج بتسعيرة، والمرأة بتسعيرة والطفل بتسعيرة تميّز بين الذّكر والأنثى، من سلّع الموت وحقّره إلى حدّ وضع لائحة أسعار بالموتى، أليست هذه تجارة أبشع من تجارة البشر، يا أصحاب تجارة الموت…؟!

قد لا يُلام نصرالله على ما قاله تحت وطأة صدمته وصدمة إيران بإعدام الشيخ نمر النّمر الذي خلع عليه مئات الألقاب، فأصبح ما بين ليلة وضحاها «آية الله العالم الجليل والشيخ المجاهد»، وكلّ هذه الألقاب لن تُقدّم ولن تؤخّر فحساب نمر النمر العسير بات بين يدي الله وخصماؤه الله ورسوله وصحابته وزوجات النبيّ الأطهار أمهات المؤمنين، ونستطيع أن نقول: «خلّي إيران ومعها الخامنئي ينفعوه»!!

أعلن أمين عام حزب الله حسن نصرالله في خطابه يوم الأحد الماضي «الجهاد الأعظم» في وجه ما أسماه «النّظام السعودي»، بل ذهب إلى حدّ القول إنّ: «أعظم الجهاد أن يقف الإنسان ويقول الحقّ في آل سعود. هذا من أعظم أنواع الجهاد»، فجأة؛ استيقظ حسن نصرالله على عالمٍ لم يعترف به يوماً من دول العالم إلى جمعيّات حقوق الإنسان فصار يتساءل: «أما آن الأوان لهذا العالم أن يطرد من منظمات ومؤسسات حقوق الإنسان، نظام غارق في استباحة حقوق الإنسان، وعدم الاعتراف حتى بأبسط الحقوق الإنسانية لأبناء شعبه؟»!! وهنا نسأله أيضاً: ما الذي يجب أن يفعله العالم إذن تجاه إيران «الجهنّميّة» ومخططاتها السوداء للمنطقة، أليست إيران باعتراف العام وحليفها الأميركي «الشيطان الأكبر» دولة راعية للإرهاب، أم هل علينا أن نعود إلى تشرين الأول العام 1983 وتفجيري المارينز والمظليين الفرنسيين، وخطف الطائرات، والرهائن الأجانب، للمساومة في حربها مع العراق، وقد كان هذا أوّل غيث الإرهاب الإيراني على الأرض اللبنانيّة!!

تمادى كثيراً حسن نصرالله أمين عام حزب الله في تزوير الحقائق، محاولاً إلباس الثوب الإيراني المتسخ بدماء المنطقة للمملكة العربيّة السعودية، ومن عجب ما قاله الرّجل الذي طاش حجره:  «آل سعود يريدون فتنة سنية شيعية، وهم الذين أشعلوها منذ سنوات طويلة وهم الذين يعملون على إشعالها في كل مكان في العالم، في كل مكان، أفغانستان وباكستان ونيجيريا وأندونيسيا ولبنان وسوريا والعراق أينما تريدون، هناك شيعة سنة وهناك مشكل بين الشيعة والسنة فتشوا على السعودية»!!

يا حضرة الأمين العام ما لم تكن منتبهاً عمر الفتنة السُنيّة ـ الشيعيّة من عمر ادّعائكم إعادة الحقّ السليب لآل البيت ـ رضوان الله عليهم ـ الذين اتخذهم الفرس مطيّة فكذبوا ودلّسوا ودنّسوا كلّ طاهر في سبيل الوصول إلى الحكم والقبض على السلطة السياسيّة لمَحْقِ دين محمّد صلوات الله عليه، هذه الفتنة عمرها من عمر ابن سبأ وجماعته، وللمفارقة الشيعة واليهود فقط ينكران حقيقة عبدالله ابن سبأ، هذه الفتنة عمرها من عمر قتلكم الحسين في الكوفة وانقلابكم عليه ولطمكم سنوات أربع ندماً على ما فعلتم به، وما دمت اعتبرتَ «الجهاد الأعظم» هو «الردّ الزينبي» فإني أحيلك على خطبة السيدة زينب عليها السلام في أهل الكوفة الذين «ذهبوا بعارها وشنارها»!!

لله دَرُّ حسن نصرالله على هذه المقدرة التي يتمتع بها في قلب الحقائق!! السعوديّة توقد نيران الفتنة في العراق وسوريا ولبنان ونيجيريا؟! كم فرقة عسكرية أو فيلق ثوري يوجد للسعودية في هذه الدول؟ أليس الإيراني «المجهول المصير» ـ حتى الساعة ـ قاسم سليماني هو الذي يقفز من بلد إلى آخر ليدير المعارك ويشعل الحروب؟! كم جنرال سعودي قتل في معارك سوريا؟ ولا واحد، وكم جنرال إيراني قتل في سوريا؟ المئات، زادهم الله قتلاً كما يقتّلون أبناء الشعب السوري، هل السعودية هي التي تحارب في العراق؟ إرهابيي داعش خرجوا من سجون السعودية أم نظّم فرارهم رجل إيران نوري المالكي من سجونه، وسبقه بشار الأسد إلى إخلاء سبيلهم بموجب عفو رئاسي؟!!

لله درّ حسن نصرالله ما أبرعه في تزييف الحقائق، يتهم السعودية بالفكر التكفيري الإرهابي فيما إيران حاضنة القاعدة وإرهابييها، وداعش ربما، ولا نستبعد أبداً أن تكون إيران وراء تفجير مساجد الشيعة في السعودية والكويت لتحريك الشارع وإثارة فوضى عارمة في هذه البلاد وبين أبناء شعبها!!

ثمّ عن أيّ تفكير داعشي تتحدّث يا حضرة الأمين العام؟ وممّا يشكو التفكير الشيعي الإيراني لأمّة المليار مسلم سنّي، ومن قبل آل سعود بكثير، تريد أن نتحدث عن الفتنة السنيّة ـ الشيعيّة، تعال نقلّب كتبكم واعتقادكم يا حضرة الأمين العام:

«يعتقد شيوخ الشيعة أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – بلغ جزءاً من الشريعة وجعل الباقي عند علي بن أبي طالب ليبلغه. تعليق شهاب الدين النجفي على إحقاق الحق للتستري ج2/ 288-289»، ويقول شيوخ الشيعة إن من لعن أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية بن أبي سفيان وعائشة وحفصة – رضي الله عنهم – بعد كل صلاة فقد تقرب إلى الله بأفضل القربات. كتاب فروع الكافي ج3/ 224»، ويسمّي الخميني في كتابه الحكومة الإسلامية ص69 الصحابة بالمنافقين»، ويصف الخميني في كتابه كشف الأسرار ص 126 عمر بن الخطاب بالكفر والزندقة»!!

ويعتقد شيوخ الشيعة بأنّ «أبا بكر – رضي الله عنه – خدم أكثر عمره الأوثان وكان عابداً للأصنام وأنّ إيمانه كإيمان اليهود والنصارى وأنه كان يصلي خلف الرسول – صلى الله عليه وسلم – والصنم معلّق في عنقه ويسجد له. كتاب الصراط المستقيم ج25 / 155، وكتاب بحار الأنوار ج 25 / 172، والكشكول ص 104 لحيدر بن علي حيدر الحلي الآملي، والأنوار النعمانية ج1 / 53»، ويعتقد الشيعة أنّ كفر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- مساوٍ لكفر إبليس إن لم يكن أشدّ منه، بل قال الشيعة إنّ إبليس يتعجب من شدة مضاعفة العذاب على عمر – رضي الله عنه – فيقول إبليس: من هذا الذي أضعف الله له العذاب وأنا أغويتُ هذا الخلق جميعاً. انظر تفسير العياشي ج2 /240ح9 سورة إبراهيم»، ويقول ـ يا حضرة الأمين العام ـ شيخكم «المجلسي في كتابه جلاء العيون ص45: لا مجال لعاقل أن يشك في كفر عمر فلعنة الله ورسوله عليه وعلى كل من اعتبره مسلماً وعلى كل من يكفّ عن لعنه»، كما يقول المجلسي في كتابه «حق اليقين ص522: إنّ أبا بكر وعمر كانا كافرين… والذي يحبهما فهو كافر أيضاً»، ويعتقد شيوخ الشيعة أنّ «عثمان بن عفان كان في زمن النبي – صلى الله عليه وسلم – ممّن أظهر الإسلام وأبطن النفاق. كتاب الأنوار النعمانية ج1 /81»،

بل ويعتقد الشيعة في أنّ من لم يجد في قلبه عداوة لعثمان بن عفان ولم يستحلّ عرضه ولم يعتقد كفره فهو عدو لله ورسوله كافر بما أنزل الله. كتاب نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت ص 57 لعلي بن هلال الكركي»، وذكر شيخكم الطبرسي ـ يا حضرة الأمين العام ـ في كتابه الاحتجاج ج1/ 86 «أنّ منزل الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان في جبّ في قعر جهنم في تابوت مقفل وعلى ذلك الجبّ صخرة إذا أراد الله أن يسعّر نار جهنّم كشف تلك الصخرة عن ذلك الجبّ فاستعاذت جهنم من وهج ذلك الجبّ»، ويعتقد شيوخ الشيعة أن «من تبرأ من الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان في ليلة فمات في ليلته دخل الجنة. ينظر كتاب أصول الكافي ج2/ 751»، ويعتقد شيوخ الشيعة كفر أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق وكفر أم المؤمنين حفصة بنت عمر – رضي الله عنهم – أجمعين. كتاب تفسير القمي ص 597 سورة غافر»، ويعتقد شيوخ الشيعة أن أحد أبواب النار السبعة لعائشة – رضي الله عنها – تفسير العياشي ج2 /362» وأنّ عائشة – رضي الله عنها – زانية! وأن مهديّكم المنتظر سوف يحييها ويقيم عليها الحدّ ، كتاب علل الشرائع ج2 /565 وكتاب حق اليقين للمجلسي ص 347»، وقال شيخكم وسيدكم ـ يا حضرة الأمين العام ـ علي غروي أحد أكبر شيوخ الحوزة: إن النبي – صلى الله عليه وسلم – لابد أن يدخل فرجه النار لأنه وطئ بعض المشركات (يقصدون عائشة وحفصة) ينظر كتاب كشف الأسرار وتبرئة الأئمة الأطهار ص 24 للموسوي»!!

أبعد كلّ هذا الكفر والإفك المبين والكذب والبهتان العظيم، لله درّك ما أجرأك على الإسلام والمسلمين وعلى الله ورسوله صلوات ربي عليه، عندما تلصق خبر الفتنة بآل سعود، أراح الله هذه الأمة من الفرس وقناعهم الجديد إيران الجمهورية الإسلامية وإرهابيّيها الذين يعيثون خراباً في بلاد المسلمين وطليعتهم حزب الله ومن معه!!