“أيّ معركة في الجنوب هي معركة في كلّ لبنان
مع استعداد اللجنة الخماسية للإجتماع مجدداً لإعادة إطلاق الحراك الرئاسي، تستمر المواجهات على جبهة الجنوب بالتدحرج باتجاه المزيد من التصعيد في المرحلة المقبلة، ما يدفع باتجاه احتلال الهواجس الأمنية، صدارة الإهتمامات الداخلية والخارجية وبالتالي، فإن الجهود الديبلوماسية الناشطة في بيروت، لا تزال تحمل عنواناً وحيداً وهو تجنّب التصعيد والحرب ونزع كل فتائل التفجير. ويشدد عضو كتلة “تجدد” النائب المستقل أديب عبد المسيح على “وجوب العمل من أجل عدم اتساع مساحة المواجهات”، معتبراً أن “الحرب لا تقتصر على الجنوب فقط، بل على كل لبنان”. ويؤكد النائب عبد المسيح في حديثٍ لـ “الديار”، أنه “عندما تحصل أية معارك في القرى الجنوبية، الجنوب فهذا يعني بالنسبة لي أن الحرب أيضاً حاصلة في الكورة أولاً وثانياً فإن لبنان معرض في كل لحظة وفي كل يوم لأن تتوسع هذه الحرب لأن القرار ليس بيد لبنان، وليس من الممكن معرفة ما ستكون عليه خطوات الطرف الذي يخوض المواجهات، إنما من المؤكد أن الحرب توسّعت وليس باتجاه لبنان بل صوب المحيط الهندي إلى بحر العرب وباكستان إلى البحر الأحمر، ولذلك، يجب أن نراقب البحار لمعرفة امتدادات الحرب، حيث من الواضح أن الأسطول الأميركي المتواجد في المنطقة ولو انسحبت إحدى البوارج، فإن الأسطول هو ما زال موجوداً وقد شهدنا كيف يعمل في البحر الأحمر”.
وعن تقدم الهاجس الأمني على هاجس الشغور الرئاسي، ومصير الحراك الرئاسي الذي وعد به رئيس مجلس النواب نبيه بري بتحريك الملف الرئاسي، يكشف النائب عبد المسيح أن “الرئيس بري لا يقوم بمهمتين في وقت واحد، وهو عمل على إنجاز التمديد لقائد الجيش، ومن ثم دخلنا في إجازة الأعياد ومع مطلع العام بدأ الرئيس بري يعمل لإقرار الموازنة، بمعنى أن المحركات المالية هي التي تدور هذا الشهر وعندما تتوقف المحركات المالية، من الممكن أن نشهد في شهر شباط المقبل حركة ديبلوماسية أكثر من اعتيادية حول الملف الرئاسي، خصوصاً أن آذار المقبل، سيكون شهراً قليل الحركة بسبب حلول رمضان”.
وعليه، يتوقع النائب عبد المسيح عودة المستشار الأميركي آموس هوكستين أيضاً في شباط “إذا ما تمّ تخمير هذا الملف، ولذا فإن الحراك الديبلوماسي حالياً يتركز على الهمّ الأمني، وحتى أن هوكستين الذي كان من المفترض أن يبحث في زيارته الأخيرة في الملف الرئاسي، ولكن كان همّه الأساسي تحييد لبنان عن حربٍ أكبر وأوسع، وهذه رسالة إسرائيلية للبنان، نقلها كل الموفدين الدوليين الذين يأتون إلى بيروت بعد زيارة إسرائيل، ما يعني أنهم لا يريدون أن يتورط لبنان أكثر لأنه سيدفع كله الثمن، لكن الملف الرئاسي بسبب افرقاء لبنانيين، بات معلقاً بحرب غزة وينتظر الدخول في زمن التسوية في المنطقة حتى ولو استمرت المعارك في غزة”.
وعن التسوية المرتقبة، يرى النائب عبد المسيح، أنها “قد تكون حل الدولتين أو منطقة عازلة في غزة ولكن الميدان هو الذي يقرر”.
وحول موعد عودة الموفد الفرنسي الرئاسي جان إيف لودريان لودريان، يقول النائب عبد المسيح أنه “ما زال يعمل على الملف الرئاسي، وعودته ستأتي تحت هذا العنوان”.
ورداً على سؤال حول اللقاء الذي شارك فيه في بكركي وأطلقت خلاله “طاولة حوار المجتمع المدني”، تجمعاً يدعى “تجمع دولة لبنان الكبير”، يشير النائب عبد المسيح إلى أن ما حصل في بكركي “هو نقلة نوعية للثورة، أي أن ثورة كلن يعني كلن، انطلقت بثقافة جديدة هي ثقافة التعاون مع الآخرين من كل الأطياف لمصلحة لبنان، والعنوان الذي جمعنا هو عنوان لبنان الكبير، لأنه يضمّ كل الأطياف والأطراف والمناطق، ولذلك فقد جددنا في بكركي هذه البيعة للبنان الكبير، وانطلقنا بمبادرة من الثورة لنطبّق المبادىء التي على أساسها كان إطلاق لبنان الكبير”.