يرى عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب الياس الخوري، إن “حراك سفراء الخماسية على الساحة الداخلية، قد بدأ منذ أشهر، ولكنه شهد تراجعاً خلال الأعياد، وهم اليوم في صدد استكمال مبادرتهم، على أمل إحداث خرق ما في الملف الرئاسي والوصول إلى قواسم مشتركة بين الأطراف المختلفة من أجل البناء على هذه المسألة، ولكن حتى هذه اللحظة، فهم مشكورون على قيامهم بهذا الحراك في كل الإتجاهات، وعلى استمرارهم في مبادرتهم، ولكن من غير الواضح ما إذا كان هناك من نتائج في المدى القريب لجهة إمكانية تأمين أرضية مشتركة بين الجميع”.
ورداً على سؤال عما إذا كنا سنرى رئيساً للجمهورية في المدى المنظور، يقول النائب الخوري في حديث لـ “الديار”، أنه “لا بد من ربط هذا الموضوع بحركة المنطقة، التي تشهد حرباً ستؤثّر حكماً على الإستحقاق الرئاسي في لبنان، وهذا أمر ترفضه القوات، التي سعت وتسعى إلى فصل الملف الرئاسي في لبنان عن ملفات المنطقة والحرب الدائرة في غزة أو في جنوب لبنان، لكن هناك طرفاً لبنانياً أساسياً ومعنياً برئاسة الجمهورية وقادر على عرقلتها، هو معني بالحرب الدائرة في المنطقة، وبالتالي، فإن أولويات هذا الفريق هي على الجبهات، وليس على الداخل وعلى الملف الرئاسي، لذلك، فإن القوات مع حلفائها ستواصل السعي لتحقيق الفصل ما بين الرئاسة وما يجري في المنطقة لإجراء الإنتخابات الرئاسية في أقرب وقت، لذا، يجب أن نقرّ بأنه في ظل الواقع الذي نعيشه هناك استحالة لرؤية رئيس جمهورية في المدى القريب”.
وعن المشهد السياسي المسيحي، يقول الخوري، أن “المسيحيين يواجهون حالة إقصاء عن المؤسّسات، ولكن النقطة الأهم في هذا الموضوع، أن المسيحيين هم الذين أقصوا أنفسهم عن المؤسّسات، لأنه في زمن إعادة ترتيب المنطقة والأحداث الكبرى التي نشهدها، والوضع اللبناني الداخلي، كان من المفروض على المسيحيين أن يتّفقوا، ولو بالحد الأدنى، على طرح سياسي موحّد، مع الإحتفاظ بخلافاتهم السياسية الأخرى، حيث كان لا بد في هذه المرحلة، وفي حال لم يستطع المسيحيون إيصال رئيس للجمهورية، أن يعملوا على إيجاد تفاهم ما يساعدهم على تسيير أمورهم بالشراكة مع الأطراف الأخرى في ظل المؤسسات المهترئة، وذلك حتى إشعار آخر، ولكن لم يكن على المسيحيين أن يكتفوا اليوم بالتنافس فقط والتناحر في ما بينهم، من دون أن يتنبّهوا على ما يحصل على مستوى المؤسسات، وعملية إقصائهم عنها كمسيحيين”.
وعما يحكى عن أن “القوات اللبنانية” لا حليف لديها في المرحلة الراهنة، يعتبر أنه “لا يمكن القول أن القوات اللبنانية ليس لديها حلفاء على الساحة الداخلية، إنما لدينا حلفاء ثابتون إن في الشارع السنّي، أو في الطائفة الذرزية الكريمة والحزب التقدمي الإشتراكي، ولا يمكن إغفال أن الحلفاء يفترقون أحياناً في محطات نقابية معينة، ولكن بالنسبة للأمور الوطنية والإستراتيجية فهم يجتمعون من دون مساومة أو تفريط بالثوابت الوطنية، فالإنتخابات النيابية الأخيرة أنتجت في الشارع السنّي تكتلات مختلفة، نحن حلفاء معها في بيروت وطرابلس، أما بالنسبة للطائفة الشيعية الكريمة، هناك اصطفاف حقيقي وراء مشروع آخر، ونحن لسنا مع هذا المشروع، وحكماً فإن حلفاءنا في الشارع الشيعي أقليات، ولكنهم موجودون، وبالتالي، هذه هي حال البلد، فالقوات هي في حركة ودينامية متواصلة باتجاه كل الطوائف والأطراف والتكتلات السياسية”.
ورداً على سؤال، يكشف الخوري، أن “المنطقة ليست أمام عملية ترسيم جديدة، وإن كان هناك عملية إعادة ترتيب تجري حالياً على قاعدة التطبيع وإقامة سلام مع إسرائيل، وذلك بالتزامن مع تعديل وتطوير أنظمة المنطقة السياسية وليس على مستوى الخرائط لهذه الدول”.
وعن الردّ الإسرائيلي على إيران بالأمس، أنه “يجب الحديث أولاً عن الردّ الإيراني الذي كان لا بد منه، بحيث ليس باستطاعة إيران عدم الردّ على قصف قنصليتها، بعد سنوات من التهديد بالردّ في الزمان والمكان المناسبين، فالردّ الإيراني أتى مدروساً وحمل رسالة عسكرية مفادها أنها قادرة بمسيّراتها وصواريخها من الوصول إلى أهدافها وأن تشكّل خطراً على إسرائيل، وبالتالي، وفي مفهوم الحرب الناعمة، وفق الأسلوب الأميركي، فإن هذه الحرب تقضي بإثبات القدرة العسكرية على الردع، أو على الإستهداف بشكل أو بآخر، وبالأمس وصلت أربع أو خمسة صواريخ إيرانية، ويكفي أن تصل صواريخ أخرى في المرة المقبلة، وتكون تحمل رؤوساً متفجّرة أو نووية، وبالتالي، فإن إيران أثبتت، ومن خلال ردها على إسرائيل، أنها قادرة على أن تمتلك حالة ردع، تدفع إسرائيل إلى الشعور بأن إيران قادرة على الوصول إلى الداخل الإسرائيلي”. بالمقابل، يتابع الخوري، فإن “إسرائيل لم تستطع بدورها أن تترك الكلمة الأخيرة لإيران، ولذلك، عمدت إلى الردّ بالأمس، وهو الأول من نوعه، وإن كانت الضربة الإسرائيلية محدودة، إذ أننا لا ندري حتى اليوم حجم الخسائر التي حصلت”.