تنشط التحركات في الآونة الأخيرة بين النواب وعلى أكثر من محور، بهدف إحداث خرقٍ في الملف الرئاسي، ويكشف عضو “اللقاء النيابي المستقل” النائب نبيل بدر لـ “الديار” عن طبيعة ومراحل الحراك النيابي، الذي كانت محطته الثانية في اللقاء الأخير بين كتلتي “الإعتدال الوطني” و”اللقاء النيابي المستقل”، مشيراً إلى أنه “من خلال بعض الإستحقاقات البرلمانية، بدا واضحاً وجود كتل ومجموعات نيابية قريبة من الوسط، وتسعى إلى وسطية قريبة منا، وعليه، أتت الدينامية التي انطلقت في الإجتماع الأول مع نواب الإعتدال والمستقلين، الذين كانوا عبر التصويت في موقع الوسط في الجلسة الإنتخابية الرئاسية الأخيرة”.
ومن هنا، يوضح أنه “بعد الإجتماع التمهيدي السابق، أتى الإجتماع الأخير الموسّع الذي تطرق الى التفاصيل، علماً أنه وكأي تكتل يتمّ السعي لإنشائه، كان من الضروري أن يكون تفاهم بين الأعضاء على بعض الرؤى، خصوصاً وأن هناك محطات سريعة داهمة، ومن الضروري أن يكون الجميع على توجهٍ واحد إزاءها، وإلاّ فإن اللقاء قد يواجه التحلّل كما كانت الحال بالنسبة لتكتلات نيابية أخرى”.
ومن ضمن هذا السياق، يؤكد أن “الساحة الداخلية أمام مجموعة من الإستحقاقات التي تتعلق بالرئاسة والحكومة وتفعيل العمل الحكومي والتشريع والإعتداءات الإسرائيلية وملف النزوح السوري، ولا مجال لأي معالجة أو مواجهة من دون انتخاب رئيسٍ للجمهورية، ولذا، فإننا حالياً في إطار النقاش وتبادل الآراء، ولا شيء يمنع من مقاربة الإستحقاق الرئاسي، لأن كل الأطراف تتجه نحو خيار الوسط، ما يستدعي التفاهم على رئيسٍ توافقي، لأن ما من طرف قادر على إيصال مرشحه إلى رئاسة الجمهورية، فكل المواقف السياسية وحتى أي مبادرة داخلية أو خارجية، سوف تتجه نحو الوسط”.
وعن أهداف الحراك النيابي، يوضح إن الأساس هو “العمل من أجل التوافق على تسمية مرشّح وسطي توافقي وربما النجاح في الوصول إلى اتفاق على إسم موحّد نذهب للتصويت له في أي جلسة إنتخابية مقبلة، وذلك في حال لم يحدث توافق كبير وشامل على تسمية مرشّح معين”.
أمّا بالنسبة لاحتمالات التفاهم على مرشّح رئاسي، فيكشف النائب بدر أنه “في الجلسة الإنتخابية الأخيرة، كان لدى النواب المستقلين مرشح، ولكن لم يصوّتوا له لأنه لم يكن يريد أن يظهر في الجلسة بوجود تكتلين كبيرين، ولكن ربما في اجتماعٍ مقبل قد نصل إلى تسمية هذا المرشح ولسنا بعيدين عن هذه الخطوة، خصوصاً وأننا اتفقنا على أننا لن نذهب إلى أي جلسة إنتخابية مقبلة، من دون مرشح”.
وعن النواب المنتمين إلى هذا التكتل الوسطي، يقول “إننا 16 نائباً حتى الآن، ونعمل لتوسيع العدد ولكننا اليوم نعمل على تعزيز نقاط الإلتقاء في ما بيننا، كما أن هناك نواباً مستقلين قد يقتربون منا في المرحلة المقبلة، ولكن لن ندخل في الأسماء الآن بالنسبة للنواب الذين سيجمعهم التكتل، وذلك حتى إنجاز التوافق على الخطوط العريضة في ما بيننا”. ويشدد على أن “الدينامية مستمرة من أجل إحداث خرقٍ في جدار الإستحقاق الرئاسي، ولذلك ستتوالى الإجتماعات للإتفاق على عناوين أساسية لمواجهة المحطات القادمة”.
وعن واقع الإستحقاق الرئاسي، يشير إلى أن الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، سيأتي خلال أيام الى لبنان، موضحاً أن “كل الحراك الديبلوماسي اليوم باتجاه بيروت يركز على التهدئة على الجبهة الجنوبية، ولكن عودة لودريان قد تعطي زخماً للإستحقاق الذي بات أولويةً، لأننا لم نعد نقبل أن نكون طرفاً في معادلة إقليمية لا نريدها، وأن يكون لبنان ورقةً في بازار حاصل في المنطقة، لأنه في لحظةٍ من اللحظات قد ينزلق لبنان الى مكان لا يريده رغم كل الجهود الديبلوماسية”.
وعن التحركات الرئاسية، يكشف بدر إلى “أنها ستبدأ من النقطة التي وصل اليها المسعى القطري، في ضوء تأكيد على عدم وجوب انتظار نهاية الحرب في غزة في ضوء الإنهيار الحاصل”.