تمثيلية سمجة
كنا ننتظر أن يكون هناك جديد في خطاب السيّد حسن نصرالله خصوصاً أنّ كلام شخصية مهمة مثه يفترض فيه أن يكون مهماً جداً، وبالذات لأنه يمثل المقاومة التي دحرت إسرائيل من لبنان… ولكن هذا كان في قديم الزمان أي عندما أُجبرت إسرائيل على الانسحاب من لبنان عام 2000 من دون شروط إلاّ من مسمار جحا (الغجر ومزارع شبعا).
ولكن ما حدث عام 2006 كشف أنّ الانسحاب الاسرائيلي لم يكن إلاّ تمثيلية سمجة، فهل يعقل أن يكون ثمن خطف جنديين إسرائيليين 5000 قتيل وجريح من الجيش اللبناني ومن «حزب الله» ومن المواطنين اللبنانيين.
وأن تكون الخسائر المادية تفوق الـ15 مليار دولار فهذا يؤكد أنّ عملية الانسحاب كانت فعلاً تمثيلية خصوصاً أنّ السيّد لم يكن يعلم بالعملية لأنّ الجناح العسكري التابع للحرس الثوري وتحديداً للواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» هو الذي اتخذ القرار.
أما قول السيّد «لو كنت أعلم» فتلك فضيحة الفضائح.
كان الهم الوحيد للسيّد في كلامه الأخير أن يتهجم على المملكة العربية السعودية، لأنّ إيران تريد ذلك؟!.
وفي معرض هجومه على السعودية قال إنّ السعودية لا تريد الاستقرار والهدنة في سوريا، لا أعرف كيف، خصوصاً أنّ أي جهة لم تعلن أنّ هناك مجموعة سعودية رسمية تشارك في الحرب الأهلية السورية بينما الحرس الثوري الذي يخسر يومياً عدداً ممّا يسمّى بالمستشارين (أعجبتني كلمة مستشارين) وكأن إيران أصبحت دولة تصنع سلاحاً ولها جيش جرّار تستطيع أن تهزم به العالم وأنها لا تشتري الصواريخ من كوريا وروسيا، هذا بالنسبة للإيرانيين، فماذا عن الروس الذين أنقذوا النظام السوري ورئيسه المجرم في اللحظة الأخيرة قبل سقوطه والعالم يعرف أنه لولا طائرات «السوخوي» والصواريخ والاسلحة الروسية لكان هذا النظام المجرم قد سقط في العام الثاني طبعاً الى جهنم.
أما الميليشيات الشيعية العراقية وعلى رأسها ميليشيا «أبو الفضل العباس» فإنها في سوريا «picnic»، زيارة سياحية، وسماحة السيد الذي أعلن أنه سيرسل المزيد من القوات التي كان هدف إنشائها محاربة إسرائيل فإنّه أرسلها الى قتل الشعب السوري وللأسف قال إنه مستعد أن يذهب من أجل عيون الرئيس المجرم ولإنقاذه، ومع ذلك فإن السيّد يتهم المملكة العربية السعودية.. على كل حال الكلام ليس عليه جمرك، فهو يتحدث على حسابه وعلى حساب دماء الشعب السوري وعلى حساب دماء الشهداء اللبنانيين خيرة الشباب الذين يموتون فقط من أجل إنقاذ المجرم.
أما بالنسبة للعلاقة بين أمراء سعوديين والعدو الاسرائيلي فهذا كلام لا يستحق الرد عليه لأنه لا توجد إثباتات ولا حتى مصلحة سعودية في هكذا علاقة.
بالله عليك يا سيّد، ما هي مصلحة المملكة بأي اتصال مع العدو الاسرائيلي؟ وهنا لا بد أن نذكرك بأنّ حدود إسرائيل هي مع لبنان ومع سوريا.
كما أريد أن أذكرك بأنّ الجولان هو في سوريا وكذلك فإنّ الجبهة اللبنانية مع العدو هادئة منذ تمثيلية 2006.
وإنّ الجبهة السورية، أي الجولان، هادئة هي أيضاً منذ اتفاق إسرائيل وسوريا عام 1974.
عوني الكعكي