تزامناً مع ارتفاع عدّاد اصابات “كورونا”، تقدّم الحديث سرّاً عن عزل مناطق، وان تمّ نفيه علناً. لكن العزل لم يعد يجدي اليوم، والمطلوب اجراءات وقائية اكثر.
البعض نظر الى العزل من منظار ايجابي، فمنطلقه التحذير والحضّ على التزام الحجر بعد الاستشعار بالاستهتار فيما الخطر يتهدّد كل لبنان.
وبعض آخر لاحظ غياب الحديث عن عزل منطقة الضاحية الجنوبية “فيما الكل يدرك بأن معظم ركاب الطائرة الايرانية من سكانها، ولوعُزلت بداية لما وصلنا الى ما وصلنا اليه، رغم عدم اعترافهم بأمور مخفية عدة ومحاولات الظهور بمظهر حديدي”.
وآخرون رأوا ان وزير الصحة حمد الحسن “لم يكن موفقاً في كلامه وكان الاجدى به عزل لبنان عن الخارج، مع مجيء اول اصابة سواء من ايران ام من غيرها، ولو فعل لما بلغنا هذه الحال”.
الحديث عن العزل الذي استفزّ نواب كسروان – جبيل دفعهم عبر “نداء الوطن” لرفع الصوت مجدداً وعرض مطالبهم.
الخازن: وعود حتى اليوم
النائب فريد هيكل الخازن تبلّغ من رئيس الحكومة ووزير الصحة نفي أي اتجاه لعزل المنطقة بل الى التشدّد بالحجر بعد ظهور 6 حالات جديدة مجهولة المصدر في الساعات الاخيرة. وناشد الخازن الاهالي التزام المنازل وعدم الانزعاج من مواقف الوزير بل اخذها بمنحى يخدم المنطقة والمصلحة العامة ولبنان، فلا يحدّ انتشار الوباء الا الحجر.
وقال الخازن لـ”نداء الوطن”: “وعدنا رئيس الحكومة ووزير الصحة بتجهيز مستشفى البوار الحكومي، فلا يستطيع استقبال الا الاصابات البسيطة اما المتوسطة والبليغة فتتطلب مستشفيات متخصصة بطاقم طبي كفوء وفريق محترف وامكانات طبية ولوجستية، ونظافة، وليست هذه حال مستشفى البوار ولا يمكن ان تكون كذلك في المدى المنظور”.
أضاف: “تم تجهيز 20 سريراً و5 غرف عناية فائقة، وتتوافر 35 غرفة في أي لحظة لاستقبال الاصابات البسيطة وتم صرف 75 مليون ليرة لبعض التجهيزات، ولكن كل هذا يبقى وعوداً ويفترض ان يتبين خلال ايام اذا كانت الوعود ستترجم أم لا”.
وأكد الخازن السعي الى جانب بعض الخيرين لتأمين مساعدات مادية لأي مستشفى ستستقبل اصابات “كورونا”.
حواط: “الإصابة مش عيب”
ذكّر النائب زياد حواط بمطالبته من اليوم الاول، باعلان حالة الطوارئ،”فلو فعلوا لتحاشينا اصابة كثيرين، اما وقد وصلنا الى ما وصلنا، فنجدّد الطلب من الاهالي وسكان قضاء جبيل بالتزام بيوتهم وعدم الخروج منها الا للضرورات القصوى، كما ابلاغ المعنيين عن اي حالة مرضية وعدم الاهمال والتستر، فالاصابة “مش عيب”.
وأشار حواط لـ”نداء الوطن” الى ان “العدد الرسمي للاصابات المؤكدة والمعلنة في قضاء جبيل حتى ليل امس بلغ 16 اصابة”.
ورأى ان “الوقت ليس لتسجيل النقاط بل للمساعدة، واستعجل تأهيل مستشفى البوار الحكومي اليوم قبل الغد بعدما نُمي الينا ان هناك نقصاً في الطاقم الطبي والتمريضي”. واشار إلى انه تابع الموضوع مع مستشفيات في قضاء جبيل وقد ابدت جهوزيتها للمساعدة على تقديم كل التسهيلات الطبية. وقال: “هناك سعي لتأمين مستشفى خاص واحد في جبيل وآخر في كسروان لاستقبال مرضى كورونا الى جانب مستشفى البوار”.
وتحدث عن السعي لتأمين مراكز للحجر الصحي في جبيل خلال ايام قليلة لاستقبال الحالات.
روكز: الازمة لن تنتهي قريباً
إعتبر النائب شامل روكز ان “عزل المنطقة اجراء غير منطقي ومرفوض فلبنان صغير ومناطقه متداخلة، وعزله بالكامل بشكل صحيح هو الحل الأمثل”. وأوضح انه لا يدرك ما اذا كان وزير الصحة تحدث من منطق ان اكثرية الاصابات في المنطقة، “فلو الامر صحيح فقد تسبّب بهلع في المنطقة وهذا غير مقبول، ونسأل في هذه الحال عن تدابير الدولة لمعالجة الوضع؟ فلا مستشفى البوار جاهز ولا مناطق الحجر والمعالجات تقع على عاتق الناس”.
وتحدث عن حاجة “مستشفى البوار الى معالجات هندسية وطبية وفي الاجهزة والمعدات، فتأمينها حاجة وطنية انسانية ومبلغ الـ75 مليوناً غير كاف ونأمل تخصيص قسم من تبرعات الناس”.
وقال:”حسب القانون، الصلاحية الاولى لضبط الوضع في القرى والمناطق والمدن هي للبلديات. وهناك تدخلات ادارية وسياسية مع رؤسائها للضغط عليهم وابقاء ابواب السوبرماركت ومراكز التموين مفتوحة ما يؤثر سلباً على السلامة الصحية. لن نسكت عن الأمر ونأمل ان تترك المعالجة للبلديات فتستعين بقوى الامن الداخلي عند الحاجة وتُضبط الامور بصرامة”.
وشدد على “ضرورة التضامن وعدم التحدث بمنطق التوزيعات الطائفية والمذهبية بل التمتّع بحس وطني سواء في التخاطب او بالتعاطي والاهتمام بكل المناطق على المستوى نفسه”.
وقال: “لا يعتقدنّ احد ان الازمة ستنتهي في 29 الشهر الجاري بل انها طويلة ولنأخذ ما حصل في الصين نموذجاً، ومسؤولية الدولة ان تتلقف الموضوع وتساعد الناس اقتصادياً واجتماعياً على تخطي المرحلة”.
أبي رميا: “البوار” خلال أيام
النائب سيمون أبي رميا الذي اجتمع مع وزير الصحة امس، بشّر بفتح ابواب مستشفى البوار لاستقبال المصابين الاسبوع المقبل، لافتاً الى ان “وفداً من وزارة الصحة سيزور المستشفى صباح اليوم لتحديد احتياجاته كي يصبح جاهزاً يوم الاربعاء كأقصى حدّ، وتحدث عن 29 حالة اصابة رسمية في جبيل حتى اليوم ونصف المصابين من خارج القضاء لكنهم التقطوا العدوى في جبيل”. ورجح وجود حالات غير معلن عنها وقال لـ”نداء الوطن”: “علمنا باصابات في كسروان بعدما اجرى المصابون فحص الفيروس فتبين ان النتيجة ايجابية ولم تكن العوارض ظاهرة عليهم، فلا نعرف اذا كانت هناك حالات غير معلنة ويمكن ان هناك من يدرك انه يحمل الفيروس لكنه لا يعلن، وعلى المختبرات التي تجري الفحوص ابلاغ وزارة الصحة، ومن يخبّئ اصابته لا يكون هو المتواطئ بل المختبر”.
وتخوف ابي رميا من “ويك اند خطير” امامنا، وشدد على وجوب التزام المنازل، كاشفاً اننا “نعمل كخلية ازمة في جبيل على تجهيز مراكز للحجر الصحي الجماعي، علماً ان التجارب في الصين وايطاليا اظهرت ان الحجر الصحي في المنزل افضل من مركز يضم اعداداً من المشتبه باصابتهم. كذلك نعمل بالتنسيق مع رؤساء البلديات على تأمين مراكز لاستقبال الحالات التي اختلطت مع مصابين وتحتاج حجراً صحياً”.
سعيد: ما هذا المزاح؟
النائب السابق فارس سعيد رفض مقاربة الموضوع من باب طائفي أي أن وزيراً شيعياً يريد عزل جبيل وكسروان. وأكد ان الفيروس وحّد الجميع وليس صحيحاً أن هناك كورونا مسيحية في جبيل وكورونا شيعية، بل كورونا للجميع.
وسجل سعيد تقصيراً عاماً في كل لبنان وليس في جبيل وكسروان فحسب، وعدد المستشفيات الخاصة والحكومية في المنطقة من مستشفى “سيدة المعونات” الجامعية الخاصة تضم نحو 300 سرير، و”سيدة مارتين” حوالى 60 سريراً و “سيدة لبنان” في جونية نحو 140 سريراً و”سان لويس” نحو 40 سريراً والـ”KMC” في غزير نحو 150 سريراً وعجلتون 100 سرير، اضافة الى مستشفى القرطباوي في ادما، اما في القطاع العام فهناك مستشفى البوار ومركز صحي للطوارئ في قرطبا.
وقال: “نتحدث عن نحو 600 سرير في القطاع الخاص ونحو 40 سريراً في القطاع العام. ولا يقصد مستشفى البوار ابناء المنطقة بل عمال ونازحون سوريون، مستشفى “ع قدو” على مستوى الادارة والنظافة رغم تعاقب عدة مجالس ادارة فيه، لكن وضعه تراجع وليس مؤهلاً لاستقبال ابناء المنطقة. وهناك نحو 800 الف وحدة سكنية في المنطقة أي عدد أسّرة اقل من عدد السكان”.
وسلط سعيد الضوء على “حوادث في المستشفيات مع اصابات “كورونا”، بدءاً من حادثة جان خوري في “المعونات” وهي مؤسفة، وانتظروا ثلاثة ايام قبل اجراء الفحص وانتظار نتيجته بعد ارساله الى مستشفى الحريري، اضافة الى وضعه مع مريض من آل البرجي في غرفة واحدة فتوفي الاثنان قبل اخلاء المبنى واعلان استعدادهم بخجل لاستقبال المرضى، كما الامر في سائر المستشفيات الخاصة، وحادثة اخرى في مستشفى عجلتون التي نقل اليها طبيب نسائي مريضته لاجراء ولادة قيصرية بعدما رفضت ان تجريها في “المعونات” اثر علمها بحالة خوري، لكن المستشفى رفض استقبالها بعدما علم بوجودها في “المعونات” سابقاً، وحادثة ثالثة في “سان لويس” حيث اجرى طبيب مسالك بولية عملية بروستات لمريض، تبين ان زوجته مصابة بـ”كورونا” فطردوا المريض وعائلته من المستشفى”.
وقال: “هذه هي حال المستشفيات الخاصة التي لا يمكن الوثوق فيها بعد اليوم. ويجتمع نواب المنطقة ويخبروننا انهم سيطالبون وزارة الصحة بتأهيل مستشفى البوار فما هذا المزاح؟ هناك 600 سرير في المستشفيات الخاصة فليخصص مئة منها للمصابين وتبقى والـ 500 للمرضى العاديين. فتأهيل البوار وتوسيع مركز قرطبا يتطلب سنوات لا اشهراً ويتطلب اموالاً كثيرة، وبالتالي اتهم قطاع الاستشفاء بالتقصير، ونواب المنطقة لا يعرفون “وين الله حاططهم” ووزارة الصحة تتعامل معنا بعدم مهنية”.