تطورات قانونية ترسو الى جانب قضايا سياسية
الجمهورية تواجه أزمة نظام أم مشكلة حكم
وتبادل الآراء يجهض ارادة التغيير والتجديد!!
أضفى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، على عيد الأضحى المبارك، مبادرة سياسية، عندما استقبل المناسبة العزيزة على القلوب والنفوس، بقرار جعل زميله المستقيل أشرف ريفي، يتصل به مهنئاً ومشيداً، ذلك ان نهاد المشنوق وأشرف ريفي يتقاسمان الدور الممتاز لتيار المستقبل في حقبة توصف بانها الأكثر حدة وصعوبة والأوسع احتمالاً للفصل بين زعامة المستقبل وتقاسم أدواره.
طبعاً، لا أحد ينكر ان نهاد المشنوق أكثر نجوم المستقبل سطوعاً وشهرة من حيث الأناقة في التعابير، والدقة في اختيار الكلمات، وبرز ذلك عندما كان الاقرب الى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والأكثر تفهماً للرئيس تقي الدين الصلح، والأبلغ تعبيراً أيضاً، ساعة اختار الكتابة السياسية تفادياً لاحراج رئيس الوزراء الراحل، قبيل استشهاده الذي كان يقول ان نهاد المشنوق يجيد في عبارة واحدة، عن عبارات لا تختصر في مقالات وهذا ما كان يزعج بعض أركان النظام السوري السابقين الذين كانوا يضيقون ذرعاً ببراعته، تماماً كما كانوا ينزعجون من أناقته في المظهر، كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري، عندما يقيم في القصر الحكومي قرب وزارة الإعلام غالباً ما يسارع الى مغادرة مكتبه الخاص مع صديقه فريد مكاري نائب الكورة الى مكتب نهاد المشنوق المستشار السياسي الذي ينبغي له استشارته في المواقف الصعبة.
وعندما اغتيل رفيق الحريري، لدى مغادرته البرلمان، عند الساعة الواحدة من بعد ظهر ذلك اليوم الأسود، رسخ في ذهن نجله سعد، بعد مدة من الزمان، وبعد خلافته في موقعه السياسي، ان يختار النائب مكاري نائباً لرئيس مجلس النواب، وان يختار لاحقاً، وبعد تأليف حكومة الرئيس تمام سلام نهاد المشنوق وزيراً للداخلية، وان يختاره قبل ذلك نائباً عن بيروت، والمدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي أشرف ريفي وزيراً للعدل.
كان السائد خلال حقبة طويلة، ولا سيما بعد الانتخابات البلدية الأخيرة، ان نهاد المشنوق هو المرشح لرئاسة الحكومة المقبلة، وان أشرف ريفي هو المرشح المنافس له، خصوصاً، بعد فوز الأخير بمعظم اعضاء المجلس البلدي وبرئاسة مرشح من كتلته، مقابل زعماء طرابلس، أو ما صار في نظر الجميع: أشرف ريفي هزم زعماء العاصمة الثانية: الرئيس نجيب ميقاتي والوزراء محمد الصفدي، فيصل كرامي، سمير الجسر، أحمد كرامي ومحمد كباره.
نتائج الإنتخابات البلدية، أحدثت مفاجأة مدوية، ذلك ان زعامة المدينة المطوّبة أصلاً للرئيس سعد الحريري، انتقلت الى أشرف ريفي.
ربما، لعب أشرف ريفي دوراً اقتنصه من زعيمه، وربما لعب الجفاف في دعم الفقراء دوراً اساسياً على هذا الصعيد.
الا ان صدور موقف وزير الداخلية نهاد المشنوق بحل الحزب العربي الديمقراطي وحليفه حزب حليف له، أعطى الزعامة السياسية لوزير الداخلية والبلديات، والإثنان كان لهما موقفان واضحان من أحداث القبة وباب التبانة، وهذا ما ترك انعكاسات سلبية على زعامة أشرف ريفي، لان للوزير المشنوق علاقات ممتازة مع معظم التيارات السياسية في لبنان ولا سيما مع التيار الوطني الحر عموماً، ومع الرئيس ميشال عون خصوصاً.
لا شك في ان الوزير أشرف ريفي الذي وعد بالعودة الى مجلس الوزراء بعد مقاطعته، عند طرح موضوع احاله الحزب العربي الديمقراطي الموالي لسوريا وحلفائه، أراد أن يُنعش الإتهامات المطروحة، أم أراد أن يُعطي الرأي العام اللبناني، فرضية التأكيد على ان وزير الداخلية نهاد المشنوق ليس رجل اتهامات، بل رجل تحديد مواقف، وفقاً للقانون، وعلى أساس انه رجل الملمات الصعبة، في عصر الحقائق والتفاصيل.
وهذا، ان دل على شيء، فيدل على الإحترام الذي يكنه معظم الافرقاء لوزير الداخلية والبلديات ولا سيما مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومع رئيس الحكومة تمام سلام ومع وزيريه في الحكومة محمد المشنوق، ابن عم الوزير نهاد، والوزير رشيد درباس نقيب المحامين السابق في طرابلس، والذي اختاره تمام سلام ليكون الى جانبه في الحكومة.
ويقول الوزير نهاد المشنوق، ان توقيعه على اقتراح حل الحزب العربي الديمقراطي وعلى حزب حركة التوحيد – فرع هاشم منقاره هو خطوة في اتجاه تنفيذ القانون واحترام الدستور.
وهذا ما جعل أبرز رجالات السلطة في البلاد يعلنون ان المشكلة لا تكمن في ذهاب الحكومة، بل في تطبيق الدستور واحترام القانون، كما اعلن ذلك، من معراب رئيس لجنة المال النيابية ابراهيم كنعان، بعد اجتماعه الى رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، خصوصاً قوله ان قانون الإنتخاب ينبغي تغييره بعد ٢٦ عاماً على اعلانه.
وهذا ما جعل النائب في كتلة التنمية والتحرير قاسم هاشم يردد بأن المطلوب الآن، هو التحرر من مأزق أميركي، لا يرحب بفصل الأمور العقائدية والنيابية عن الأزمة السياسية لأن الخطر الأساسي الذي يستهدف الثروة الوطنية هو عدم مواجهة العدو الاسرائيلي الذي يحاول، تغطية الأمور، بترهات سياسية تعزز ما يزمع الاسرائيليون على المتاجرة به، وكفء الأحقاد عن المواقف الموضوعية.
في غمرة هذه التطورات، واجهت الجمهورية خطر البقاء واحتمالات استمرار الفراغ الرئاسي ذلك ان هذا يهدد بانقضاء الوقت، وليس في البلاد رئيس للجمهورية، في ظل وقوع البلاد في أزمة حكم، أو على الأقل أزمة نظام، لان لبنان لا يمكنه الاستمرار في عصر حكومة من ٢٤ وزيراً، خصوصاً وان الحزب المناوئ للمستقبل، اضطر الى ممارسة ضغط على تيار المردة بغية تأييد معارضة التيار الوطني الحر بزعامة ميشال عون للوقوف مع حزب الطاشناق ضد خسارته لموقعه البارز في مواجهة تيار المستقبل مؤيداً من الأحزاب المسيحية الصغيرة، وفي مقدمتها حزب وزير الإتصالات الشيخ بطرس حرب المناور القوي لخصمه الإنتخابي في بلاد البترون جبران باسيل الذي يرأس الآن حزب التيار، والذي يحاول ايضاً الإستئثار بزعامة ساحل البترون المكتوب سابقاً على اسم تيارالمردة.
بيد ان حزب الله الذي لا يزال يؤيد بقوة ترشيح العماد عون للرئاسة الأولى، أثبت انه يستطيع المونة على تيار المردة عندما يريد. وانه يمون عند الضرورة على تيار المردة بدليل ان ممثله في الحكومة الوزير جبران عريجي وقف الى جانب التيار الوطني الحر ضد الحزب الأقوى على الساحة السياسية، وهو حزب المستقبل.
وهذا ما جعل المراقبين، ينظرون بقلق الى الموقف الذي اتخذه زعيم المستقبل سعد الحريري، بزيارة تركيا لتأييد رئيسها اردوغان، بعد انتصاره على محاولة الإنقلاب العسكري التي استهدفته.
بيد ان أردوغان زار أخيراً روسيا واجرى محادثات على جانب كبير من الأهمية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتقى بذلك اليساران الروسي والتركي، على خلفية المعارضة الغامضة اليسارية واليمينية في روسيا وتركيا. لان أردوغان استطاع أن يخلق اجواء ايجابية ضد تعاطف موسكو مع الاكراد، لان قيام دولة كردية بين روسيا وتركيا، ليس لصالح روسيا وتركيا، وليس أيضاً لصالح دولة كردستان في أربيل على المدى القصير، ذلك ان العاصمة الكردية خطر كبير على الحكم في روسيا وفي اسطنبول.
ويقول اركان بارزون في تيار المستقبل ان اجتماع مجلس الوزراء الحالي برئاسة الرئيس تمام سلام، من دون صدور قرارات جذرية عنه، كان خبراً جيداً، لان رئيس الحكومة أكد في بدايتها ان الجلسة كانت ميثاقية ودستورية.
الا ان الخبر العاطل تجلى في مقاطعة التيار الوطني الحر وحزب الله مما يعني جنوح الأقوياء من التوافق الى التعارض، مما يعني ضرب مصالح اساسية عرض الحائط.
وهذا يعني في نظر الموالاة، ان اللبنانيين يخترعون مجددا مواقف سلبية في زمان الإيجابية، اذ ليس اجتماع مجلس الوزراء يشكل انتصاراً لفريق على آخر، والعودة الى التعطيل السياسي في موازاة الشلل الإداري وهذا ما يجعل المجلس النيابي العاجز مجدداً عن انتخاب رئيس للبلاد، سيبقى عاجزاً عن اقرار أي حل سياسي يمهد لعودة الحياة الى السلطة السياسية.
واعتبر النائب هاشم ان لا أحد يستغرب خطورة العدو الاسرائيلي، وهو الذي انتهك الأراضي في جوار مزارع شبعا، ونزعه أحد الأجهزة للمحافظة على السيادة الوطنية.
الا ان مصادفة عيد الاضحى المبارك في مطلع الأسبوع، عززت من الإرادة اللبنانية في تحقيق اللحمة الوطنية، وترميم الجسور المتداعية في بعض انحاء الوطن.
وقبل ساعات من سريان اتفاق الهدنة الذي توصل اليه وزيرا خارجية الإتحاد الروسي والولايات المتحدة الأميركية لمنع الغارات على أحياء مدينة حلب الشرقية لتثبيت الهدنة، تزامناً مع القصف الذي أوقع ٦٠ قتيلاً اضافة الى عشرات الجرحى. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ان القصف استهدف سوق الخضار من جهة مدينة حلب، مما ادى الى مقتل العديد من الضحايا.
في هذه التطورات المأسوية واجه الأميركيون الذكرى الخامسة عشرة لهجمات ١١ ايلول ٢٠٠١ يوم الأحد الفائت، بسرد اسماء الضحايا وقرع الأجراس في الكنائس وتقديم عرض بالأضواء في موقع البرجين في مدينة نيويورك.
وشارك أقارب الضحايا القريبين من ثلاثة آلاف على خلفية عزف موسيقى في ساحة ١١ ايلول التذكارية في منطقة منهاتن السفلى، وتخللت المراسم ست دقائق من الصمت، وكانت أربع دقائق ترمز الى ما شهدته وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون بالقرب من واشنطن وبنسلفانيا. كما احتفلت الحكومة الأميركية – الإتحادية بعودتها الى مركز التجارة العالمي، بعد اعادة بنائهه وتعميره، بعد مرور ١٥ عاماً على هجمات ١١ ايلول التي حولت الموقع الى ركام.
وتوعد المرشح الجمهوري الأميركي دونالد ترامب، برد قاس على اي سفينة ايرانية تضايق البحرية الأميركية في ميناء الخليج في الثامن من تشرين الثاني. وعرض ترامب أمام حشد يضم الآلاف من انصاره في مدينة بنساكولا في ولاية فلوريدا، سياسة أمن قومي عدوانية، مع تعزيز قوة من الجيش الاميركي، حتى لا يمكن لأحد التلاعب بالناس.
وتحدث ترامب بلهجة قاسية عن رده على اي مضايقة ايرانية للسفن الأميركية في الخليج.
وكانت سفينة دورية ساحلية، تابعة للبحرية الأميركية، غيّرت مسارها بعدما اقتربت سفينة ايرانية منها. وقال ترامب: عندما تتلاقى مدمراتنا الجديدة بقواربهم الصغيرة، ويلوحون بارشادات يجب الا يسمح لابنائنا، بأن يطردوا من المياه بقوة السلاح.
وعلى صعيد متصل قالت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون ان نصف مؤيدي منافسها الجمهوري، ينتمون الى سلة من البائسين، من العنصريين ومناهضي المرأة.
الا ان كوريا الشمالية قالت ان مساعي فرض المزيد من العقوبات على بيونغ يانغ في اعقاب تجربتها النووية الخامسة، مثيرة للضحك، وتعهدت بمواصلة تعزيز قدراتها النووية.
وقال المبعوث الأميركي سونغ كيم: اننا سنعمل في مجلس الشيوخ للتوصل الى التدابير الممكنة ضد أحداث كوريا الشمالية، وفجأة دارت حرب ضروس بين المرشح الجمهوري ترامب والمرشحة الديمقراطية كلينتون على خلفية ان السيدة هيلاري مصابة بمرض عضوي يمنعها من أن تكون مرشحة أو رئيسة لأكبر دولة في العالم.
إلا أن السيدة هيلاري واجهت اراجيف ترامب بقوة سياسية أفقدت المرشح الجمهوري معظم الاسلحة التي يملكها ضد خصومه الديمقراطيين. ذلك ان في الولايات المتحدة تقاليد سياسية مفادها ان الجمهوريين هم حزب السلطة الممسكة بتلابيب القوة، وان الديمقراطيين هم الحزب الاضعف الذي يسعى الى السلطة، وهذا ما تغير وتبدل عند ترشيح الديمقراطي الاسود باراك أوباما للرئاسة، مما جعل الجمهوريين يخسرون معظم أوراقهم السياسية، إلا أن أوباما واجه في ولايته الرئاسية الثانية تناقضات وتباينات جعلت أركان الحزب الجمهوري يستردون بعض ما خسروه إبان الحملات المشهرة عليهم، من قبل الحزب الديمقراطي، ولا سيما عندما قام الرئيس أوباما بزيارته التاريخية الى كوبا، الدولة اليسارية الاميركية في عصر الرئيس الحالي ذي الميول الشيوعية في وجه الاميركي البشع، ترامب ذي الميول الرأسمالية على ضفاف ولاية فلوريدا، لان الزعيم الشيوعي فيديل كاسترو تقاعد من السلطة وترك الرئاسة لشقيقه راوول دون اي اهتزاز في زعامته السياسية.
الا ان هيلاري كلينتون سارعت الى الرد على ترامب، بالقول انها أصيبت بعارض صحي، لكنها استأنفت نشاطها الانتخابي.
هل ينعكس هذا الصراع على الانتخابات الرئاسية اللبنانية، وهل يتأخر الاعلان الاميركي عن اسم المرشح لرئاسة الجمهورية اللبنانية.
قبل نحو أسبوعين سارع الكرسي الرسولي الى إجراء محادثات مع الرئيس العام للمجلس الماروني الوزير السابق الخازن، الذي كلف الفاتيكان سفير لبنان عنده، الى اجراء محادثات تمهد لدور أساسي يضطلع به الوزير الخازن على صعيد رئاسة الجمهورية، وهو الدور الذي يسعى السعاة الى الموقع الاول للسلطة للاضطلاع به. الا ان روما باتت تشعر بان الوزير السابق وديع الخازن، هو الاكثر جدارة ووزناً سياسياً لهذا الموقع الاساسي في الجمهورية اللبنانية.
وفي معلومات تيار المستقبل ان وديع الخازن يتنصل من هذه الطموحات، لكنها تسعى اليه، وهو يبتعد عنها، حرصاً على المكانة الاولى في الادارة اللبنانية.
ويرى مرجع سياسي ان لبنان مؤهل لاحتضان رئيس تنموي وقيادي في هذه الحقبة، وقد برزت هذه المشكلة قبل نحو نصف قرن، عندما اعترض قائد الجيش الامير اللواء فؤاد شهاب على التوجهات الاميركية خصوصاً عندما احتلت قوات المارينز في ١٤ أيار المرافق الاساسية، بعد وقوع الإنقلاب في العراق برئاسة عبد الكريم قاسم.
الا ان اعترض الجنرال شهاب على دخول القوات الاميركية العاصمة اللبنانية من دون استئذانه، جعل الاميركيين يعيدون النظر في حساباتهم، خصوصاً دخولهم منطقة البسطا، قبل تحسين العلاقات اللبنانية – الاميركية.
وفي ٢١ من الشهر المذكور اجتمع الجنرال الاميركي ويد، برفقة قائد القوات المنقولة جواً، مما جعل اللواء شهاب يتخذ تدابير وقائية سريعة لضبط الوضع. وقد سمح للكتيبة الاولى باعلان تدابير ترعى أوضاع السلطة، وتبتعد عن الحزازات السياسية.
وفي ٢٩ تموز دخلت المجموعة القتالية التابعة للجيش، للحلول مكان الكتيبة الثالثة في مطار بيروت، وتولى الجيش بعد ذلك، مسؤولية حماية القطاع الجنوبي من المنطقة الدفاعية الاميركية التي اشتملت على المطار والمرتفعات الواقعة الى الجنوب منه، ونقلت الكتيبة الثالثة، عبر بيروت الى الجناح الجنوبي للكتيبة الاولى التابعة للفرقة الثامنة من مشاة البحرية، لتعزيز مختلف نقاط الاستحكام التي أقامها الاميركان قبل نهاية تموز، حيث عرض مشاة البحرية الاميركية بشكل نهائي الاوضاع العسكرية وأصبحت بيروت محمية من أي هجوم في أي اتجاه، من خلال منطقة دفاعية ممتدة من مسافة ٢٠ ميلا الى قلب العاصمة.
ويقول الاميركيون ان مشاة البحرية الاميركية قادوا حركة التنفيذ داخلياً وعربياً وكان الوقوف الى جانب عبد الناصر، وقوفاً الى جانب الرئيس فؤاد شهاب أيضاً.
كيف ظهر اسم قائد الجيش فؤاد شهاب لرئاسة الجمهورية، وكيف تم الاتفاق بين الرئيس الاميركي الجنرال ايزنهاور والرئيس جمال عبد الناصر.
يوم الاثنين الواقع فيه ١٤ تموز ١٩٥٨ كان يوماً عصيباً جداً، وكان ريتشارد نيكسون نائباً للرئيس الاميركي ايزنهاور، ففوجئ الاميركيون بأحداث العراق.
ويومها صرّح وزير الخارجية الاميركي جون فوستر داكس بان أحداث العراق كانت مفاجئة، فهو نجم المخابرات الاميركية، ولم يكن للبنان أي علم بها. يومئذ حذر الاميركيون من عدم النزول الى الساحة المحرجة، وإلا فان المسؤولية تحملها واشنطن للجميع، إلا أن واشنطن تجاوبت مع الطلب اللبناني، فشعر الروس بجدية الطلب الاميركي، واضطر الرئيس عبد الناصر الى أن يطير الى موسكو على عجل، وما قيل عن أسباب تلك الزيارة، وما جرى فيها من مشاورات، لا يتفق مع حقائق التاريخ المبنية على وثائق دولية، فأدركت موسكو أن واشنطن أقدمت على النزول في لبنان بمنتهى الحزم والمسؤولية لاستيعاب التطورات المرتكزة على الجيش، وللمرة الاولى في تاريخ لبنان الحديث، وان جري الاخذ بعتاب على دوره، لان للسياسيين مسايرات ومصالح وتمنيات.