Site icon IMLebanon

الجمهورية الضائعة  في غياب البوصلة السياسية

كيف للدول الفاعلة أن تضغط على لبنان لاستقبال مليونَي نازح سوري، ولا تضغط على الدول المعنية لتسهيل أن يتم إنتخاب رئيس جمهورية له؟

المسألة لم تعد مجرد إنتخاب رئيس للجمهورية بل إنَّ الأمر بات برهن كل التطورات المتبقية فيه:

فمن دون رئيس جمهورية لا حكومة جديدة.

ومن دون رئيس جمهورية لا قانون إنتخابات نيابية جديد واستطراداً لا إنتخابات نيابية جديدة.

ومن دون رئيس جمهورية لا إدارة جديدة ولا إعادة تكوين للسلطة، وكل الأمور متروكة على غاربها.

***

البلد صار ملهاة ومأساة في آن واحد:

الفضيحة فيه وجهة نظر، والأزمة فيه خاضعة للتشكيك والشكوك.

بلدٌ تملؤه النفايات، والمواد الغذائية الفاسدة والقمح المسرطن، بلدٌ الخوفُ فيه من كلِّ شيء وعلى كلِّ شيء. والأسوأ من كل ذلك أنه بدل الأمل بتحسُّن الأمور، هناك الخشية من أن تتحوَّل الأمور إلى ما هو أسوأ.

***

نحاول دائماً أن نكون متفائلين، ولكن من أين نأتي بالتفاؤل؟

ما هي معطياته؟

ما هي عوامله؟

حين يتحوَّل التفاؤل إلى سراب فلماذا نستمر نلهث وراءه من دون طائل؟

***

لا يطلع يومٌ علينا إلا وتسبق طلوعه ملفات وأزمات لها بداية وليس لها نهاية، جديد الأزمات هذه الأيام أنَّ هناك ضياعاً حول الإنتخابات البلدية والإختيارية، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق قام بما عليه وزارياً وإدارياً، ولكن هل تمت ملاقاته في منتصف الطريق؟

في مقابل وضوحه وإصراره هناك قوى سياسية تعمل على إثارة البلبلة حيال هذا الأمر، فلماذا لا تؤخذ كل خطوة جديًاً؟

ولماذا هذه الرغبة الدائمة لدى السياسيين في إثارة البلبلة مع فتح كل ملف؟

***

والمشكلة في كل ما يجري أنَّ الملفات في لبنان تأكل بعضها بعضاً، والجديد فيها يأكل القديم ويتصدَّر المشهد، يستفيق اللبنانيون كلَّ يوم على ملفٍّ جديد فيطرحون السؤال:

ولكن ماذا عن الملف القديم الذي سبقه؟

إذا أردنا التعداد فلا ننتهي:

لم يعد أحدٌ يتحدّث بموضوع باخرة الكهرباء مع أنَّها تُكلِّف الخزينة المبالغ الطائلة، وهي باقية على قاعدة كل ما هو مؤقت يصبح دائماً في لبنان.

لم يعد أحدٌ يتحدّث عن فضيحة معامل توليد الكهرباء على الغاز فيما تمَّ إنشاؤها لتعمل على المازوت.

لم يعد أحدٌ يتحدَّث عن التلزيمات بالتراضي التي تُكلِّف خزينة الدولة ملايين الدولارات، علماً أنَّه بالإمكان القيام بالمناقصات.

***

الناس ينسون لأنَّ ليس لديهم الوقت للتفكير في كل الملفات، فكلُّ يومٍ يأتي ملفه معه أو تأتي ملفاته معه، وهكذا دواليك إلى أن يأتي يومٌ لا يعود فيه شيء في البلد إلا الملفات الجديدة.

***

لكن إلى متى سيبقى هذا الواقع؟

لا أحد يملك الجواب لأننا نعيش في جمهورية لا يملك سياسيوها أي بوصلة تقدِّمهم في الإتجاه الصحيح.