رئيس البرلمان بات في طور اليأس من المستقبل.
رئيس الوزراء يغني على ليلاه، وليلى في الحياة مريضة.
أما رئيس الجمهورية فقد نسي الناس أمره، ومضى عامان وبضعة أشهر وهو في برّاد الانتظار.
بلاد فالته من كل نظام.
ووطن، لا أحد يقيم له وزناً، أو حياة.
وحدها التعازي ماشي حالها.
الناس تذهب الى دور العبادة، لتقوم بواجباتها الانسانية، وليس غير ذلك شيء واحد للتسلية.
لبنان تحوّل من بلد ذي قيمة انسانية، الى وطن لا قيمة له ولا طعم.
لماذا تحوّلت جمهورية السلام الى جمهورية الظلام؟
وهل جمهورية بائسة، يائسة، يمكن أن تعيش، ولو أصبح العيش من المستحيلات؟
ثمة جمهورية صامدة، باقية. ومع ذلك، لا أحد يجرؤ على المناداة بعنصر واحد، مؤهل للحياة.
كان الشاعر أمين نخلة يغرّد يومياً بما كان والده رشيد نخلة يصدح به ولا يسكت.
وعندما سأله شاعر آخر، قال ان استمرار التغريد، هو فعل ايمان بوطن لا يريد أن يموت.
هل هذه هي ارادة اللبنانيين في ان يبقى البلد أمثولة للعيش لا للموت.
كل شيء في الوطن يقوم على التأجيل.
حتى الحياة كانوا قد دفنوها وهي حيّة، لولا ان ارادة الحياة أقوى من الاستسلام للموت.
وهذه هي قصة مجلس الوزراء. معظم الحاكمين يقاومون موت الوطن.
ويعالجون الأمور بالتأجيل.
والتأجيل تجميد لا حياة.
وهذه هي ارادة البقاء، في جمهورية الأحياء لا الأموات.
وجد المفكر محمود تيمور في الحياة العابرة، مهنة لا يزيد عمرها عن بضعة أشهر.
لكن الفكر عابر للحياة، لا دائم للبقاء.
وهذا ما جعل اليأس، عدواً للانسان.
لا مجلس للوزراء في البلاد.
ولا رئيس للجمهورية يقود البلاد الى الحياة العامرة بالأمجاد.
ولا رئيس لمجلس النواب، بات يملك أكثر من مناشدة النواب عمل شيء مفيد، لأن التمديد أصبح عدواً للنواب ولمجلس النواب.
وبين التمديد وعدم التغيير، تستشهد القوانين على قارعة الطريق ولا أحد يملك فضيلة الدفاع عن الحياة الحرّة.
وفي آخر الأيام بادر بعض الغيارى على الحياة المجلسية الى الذود عن الحياة المهدّدة بالشهادة كل يوم في البلاد.