IMLebanon

جمهورية المصاعب!

لا أحد ينكر ان البلاد، من أدناها الى أقصاها هي جمهورية مصاعب وكوارث.

ولا أحد يتجاهل ان البلاد، يقودها الآن جنرال في موقع الرئاسة.

ويرعاها رئيس يؤلف زواره في الأربعاء النيابي. معجزة توافق حيث لا توافق.

ويدور العالم بها، من البيت الأبيض الأميركي الى البيت اللبناني ولا يستقر إلاّ في بيت الطاعة.

وبين الثلاثة الكبار، ثمة رئيس يرعى الكبار ولا يستثني الصغار اسمه اللواء عباس ابراهيم.

هذا الشاب اذا عبس كان رجل المرحلة.

واذا ضحك، ونادرا ما يضحك فهو رجل الحقبة الصعبة، وعنوان الحدّة حينا، ورمز الأصالة في المواقف أحيانا.

ومن ليس عنده عباس ابراهيم، فان اللواء علامة نجاح على جبينه.

***

ومن عرسال الى اللبوة.

وفي البقاع ترتسم صورة المصاعب.

هل كان الخطف الى جمهورية المصاعب فرصة، أم رهبة، أم حلقات عذاب، من أقاصي البقاع الى المغاور والأودية، في جوار النصرة وداعش معجزة في حقبة جفّت فيها المعجزات، ونأت بها عن الحلول حيث لا حلول.

صحيح، اللواء عباس ابراهيم كان يحرص، ككل مسؤول كبير، على أن يستمد مواقفه، من خصال رئيس الحكومة سعد الحريري.

لكن الصحيح أيضا ان اللواء حمل مهمته بين يديه وراح يدافع عنها بروية وهدوء!

وصحيح، ان القضية المعقدة اقتضت التأجيل أياما، لكن التسرّع هو الخطأ الجسيم.

ومن النصرة الى داعش عاشت البلاد أياما صعبة، لكنها حصلت على مبتغاها في نهاية المطاف.

كان العماد ميشال عون ليس مجرد رئيس للبلاد، لكنه ظلّ، خصوصا أيام الثلاثاء والأربعاء رجل الحكمة، وعنوان الصبر والعنفوان.

واذا كان في البلاد ثلاثة رؤساء، فان الحنكة في السياسة، تفرض ألاّ يتراجع أحد عن أهدافه، أو أن يبتعد عن مرماه.

لا أحد يتعب من الانتظار.

ولا أحد يشقى من العذاب، وهو آت لا محالة، لكن الوفاء باب يمرّ منه الانسان الى باحة الانفراج.

وفي أحد الأيام المرّة، والصعبة، قال المفكّر السياسي كامل درويش، ان الخوف من التردد، ليس منفذا الى الفرج، بل هو الطريق الى الانفراج!!