IMLebanon

جمهورية عمل لا تريث

 

الجمهورية اللبنانية أصبحت جمهورية تعيسة.

لكنها ليست في أحسن أحوالها الآن. لا بل هي في أسوأ أيام جمهورها.

طبعا ليست جمهورية، من دون جمهور.

لكنها جمهورية التعساء، اذا ما جازت التعابير الواقعية، على حدّ قول مارون عبود.

وبين الواقعية والأحلام جيل ينمو في رحاب العوز والحاجة الى الأموال، أو الى لقمة الخبز.

في الأخبار ان قائد الجمهورية غادر الى روما، مرتاحا الى مواقف أهل السلطة.

ايمانا منه بأن السعادة من فوق تريح البلاد، كما كان يقول الرئيس صائب سلام في السبعينات.

 

كان زعيم المصيطبة مسرورا لأن الثورة هبطت من فوق. وان الرئيسان سليمان فرنجيه وكامل الأسعد يحكمان الوطن من فوق، وهو معهم في الحكم الثلاثي.

إلاّ أن الرئيس العماد ميشال عون سافر الى ايطاليا، مرتاحا، لأن الحكم من فوق تخطى الاهتزاز وأضحت استقالة الرئيس سعد الحريري في حال التريث.

وان الرئيس نبيه بري يعالج بحكمته، قصة النأي بسلاسة الحوار مع الثنائي الشيعي.

والنأي هو الحياد الاقليمي والدولي في معارك ضارية تجتاح المنطقة العربية وتسود العالم.

ولماذا لا يرتاح الرئيس عون، وهو المطمئن في ايطاليا، الى أن الرؤساء الثلاثة يقودون الجمهورية، والمجلس النيابي والسراي، بتفاهم وتعاون على انقاذ الجمهورية.

 

إلاّ أن الحلول السياسية والاجتماعية من فوق، مثل الثورة من فوق والحرب مستعرة من تحت.

وفي رأي العارفين بالأسرار، ان الغضب الشعبي من تحت، ليس مثل الثورة الهادئة من فوق.

طبعا، لا أحد يعرف متى تصبح الثورة من فوق ومن تحت.

وهذه كارثة الكوارث.

وقضايا العمال والمدرسين والطلبة لا تفسح في المجال، لانتظار أوان الحلّ.

والمصانع والمدارس، والقرطاسية وأثمان الكتب والرسوم المرتفعة في المدارس والمعاهد والجامعات، لا تحلّ بتفاهم الرؤساء من فوق.

القصة تتطلب حلولا من تحت، ومن فوق في آن.

وهذه قضايا شائكة، عمرها أكثر من نصف قرن.

والحل الذي واجه مراوغة وتجاهلا طوال تلك المدة لا يعالج بالتسويف والتأجيل.

صحيح، ان خزينة الدولة مريضة، لكن الأهالي هم أيضا مرضى بالطاعون كما كان يقول أمير الشعراء أحمد شوقي.

والعماد عون الذي يعود من ايطاليا قريبا، وحده الذي يضعون فيه، وفي قلبه وصدره، ما وضعوه في قلب الرئيس بري وصدر الرئيس سعد الحريري من آمال.

والمطلوب الآن أعمال سريعة لا تقوى على الانتظار، وتجعل من لبنان وطن الانصاف، لا وطن النجوم كما كان يقول ايليا أبو ماضي.

واذا ما عجز الرؤساء عون وبرّي وسعد عن اجتراح الحلول، فمن هو القادر على ذلك.