IMLebanon

جمهورية الناس !!

 الرئيس سعد الحريري، يحمل لبنان على ظهره، ويطير به من بكركي الى طرابلس. 

والحقيقة أن قادة البلد يطيرون به من منطقة الى أخرى. 

وهذه نعمة لا نقمة. 

وكما ان بيروت ليست لطائفة، كذلك فإن طرابلس لا تملكها طائفة واحدة. 

لا السلاح هو واحد. 

ولا المبادئ الواحدة تظلل الجميع. 

وكما جمعت بكركي سعد الحريري، والكاردينال الراعي والبطريرك صفير، فإن طرابلس وحدت بين مفتي الفيحاء، ومالك الشعار كان العالم والعلامة في دولة هللت لوصول الرئيس الحريري اليها. 

لا العاصمة وحدها هي لبنان. 

ولا الفيحاء كانت لبنان، بل صورة عن بلد تلتقي في رحابه معظم الطوائف والملل والأديان. 

قبل أكثر من نصف قرن، زار العاصمة الثانية الرئيس التركي جلال بايار، لكن عاصمة العلم والتقوى اختارت البطريرك الأرثوذكسي ثيودوثيوس ابو رجيلي، وكان يومئذٍ مطراناً للمدينة، أن يرحب باسمها برئيس الجمهورية التركية. 

ماذا تغير في جوهر لبنان، حتى أصبحت كل طائفة فيه دولة وكل دين فيه دولة في محيطها، والدولة الواحدة وحدها هي الغائبة. 

القادة يريدون دولة، والعالم من أدناه الى أقصاه يبحث عن الجمهورية، والجمهورية فيه بلا رئيس منذ سنة وتسعة اشهر. 

وأي جمهورية هذه، اذا كانت جمهورية من دون جمهور.

*** 

قبل سنوات كان الجمهور، إما يثور على جمهوريته، أو بعض طوائفه تريد خلع رئيس الجمهورية في السنوات الأخيرة من ولايته. وقبل انقضاء الولاية. 

ولا أحد ينكر انه في بعض الأحيان، كان رئيس البلاد ينتخب قبل خمسة أشهر من ولايته. 

والعارفون بالأسرار، يدركون ان الوصاية كانت تحرّك طوائف على أخرى، وتقيم لكل طائفة جمهورية خاصة، أو مملكة. 

ولبنان يقضم الآن، عثرات الوفاق وعقبات التوافق. 

ومن وحي تلك النكبات، أصبح ل تيار المستقبل ولحلفائه مرشحون للرئاسة الأولى، وان ل حزب الله والتيار الوطني الحر وللاستقلاليين، وللذين لا لون لهم ولا طعم مرشحين. 

كان اللبنانيون ينتظرون بزوغ مثل هذه اللحظة ليتساءل كل منهم، عن رئيس الجمهورية هل هو العماد عون أو الوزير سليمان فرنجيه أم النائب هنري حلو؟ 

البلاد تريد رئيساً للجمهورية. 

والجمهورية أصبحت جمهورية نفايات. 

والناس تريد جمهورية البلاد. 

جمهورية الناس لا جمهورية الفساد ولا الفاسدين. 

ظهر رئيس الحكومة على الشاشة الصغيرة، ليقول الحقائق. 

ويوضح للشعب من يزعم ان الاتحاد الروسي يزوّر الوثائق لتسفير النفايات الى البحر الأسود. 

ويظهر السياسيون على التلفزيونات ليقولوا للناس، ان كل سياسي يريد حصته من ثمن الزبالة أو من تكاليفها. 

ولكن لا أحد قال من هو السارق ومن هو الصادق.