على رغم فوز دونالد ترامب في ولاية أريزونا في الإنتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري الثلثاء الماضي، لا تزال هناك شكوك كبيرة في قدرته على الوصول إلى ١٢٣٧صوتاً لتسميته مرشحاً للحزب الجمهوري، لا سيما بعد إعلانه أسماء مستشاريه للسياسة الخارجية غير المعروفين في الأوساط الجمهورية.
فوز تد كروز في ولاية يوتا وتأييد جب بوش له في الوقت عينه، لا يُذللان الصعوبات في طريق وصول كروز إلى الرقم السحري لنيل تسمية الحزب الجمهوري له، وخصوصاً بعد إعلانه أسماء مستشاريه للسياسة الخارجية المشهورين بمواقفهم المتطرّفة والمُنحازة.
أمّا حاكم ولاية أوهايو جون كاسك فلا يزال في السباق إلى البيت الأبيض، ولكنّ حظوظه ضئيلة جداً. لذلك يتوقّع غالبية المحللين بأنّ الحزب الجمهوري سيذهب إلى الإجتماع العام في تموز في ولايات أوهايو، وعندها سيطرح إسماً جديداً لتسميته للإنتخابات العامة.
وفي خطوة منه لنيل تأييد المعتدلين، أعلن السيناتور كروز عن رغبته في ترشيح السناتور روبيو كنائب رئيس له. وتأييد بوش لكروز اليوم ليس إلّا تحقيقاً لرغبة المعتدلين الجمهوريين الذين يريدون أن يصبح السباق الجمهوري بين إثنين؛ ترامب وكروز، للضغط على كيسك للإنسحاب.
أمّا في المعسكر الديموقراطي، فتتقدّم هيلاري كلينتون على منافسها السيناتور برني ساندرز، الوحيد الذي لم يحضر الإجتماع السنوي للوبي اليهودي الأميركي المؤيد لإسرائيل «إيباك» من جميع المرشحين من الحزبين. فأعطى لنفسه لفتة مميزة كونه اليهودي الوحيد من بين المرشحين.
وكان لافتاً تمكّن ساندرز من تحقيق فوز ثلاثي كبير السبت على منافسته كلينتون في الإنتخابات التمهيدية للديموقراطيين في ولايات ألاسكا وواشنطن وهاواي، ما أنعش حملته الرئاسية.
الهجمات الإرهابية في بلجيكا ألقت بظلالها على الإنتخابات التمهيدية الأميركية، إذ شكّلت محور أحاديث المرشحين، وخصوصاً ترامب، الذي واصل مطالبه بإغلاق الحدود في وجه جميع المسلمين، في وقت دعا كروز إلى تنظيم دوريّات في الأحياء المسلمة في جميع الولايات وزيادة المراقبة الهاتفية على المسلمين.
ولا شك في أنّ هجمات إرهابية مماثلة من شأنها أن ترفع من حظوظ وصول المتطرفين في اليمين إلى الرئاسة الأميركية، لكنّ كلينتون على المقلب الآخر تواصل إصدار مواقف معتدلة، مُظهرةً بذلك قدراتها الرئاسية.
ووسط هذا العراك الجمهوري، تُرجِّح إستطلاعات الرأي وصول وزيرة الخارجية السابقة كلينتون للرئاسة الأميركية في تشرين الثاني المقبل.
• دبلوماسي أميركي سابق