يوماً بعد يوم يتضح أنّ ما يجري في سوريا مخطط له أن يكون حرباً طويلة الأمد، ومطلوب من هذه الحرب أن تستمر…
نسمع حيناً أنّ المعارضة احتلت هذا المركز الاستراتيجي في تلك الناحية…
ونسمع في اليوم التالي أنّ جيش النظام تقدّم هنا أو هناك.
يوم ثالث نسمع عن «داعش»،
يوم رابع يأتي دور الكلام على «النصرة»،
يوم خامس يتحدثون عن الجيش الحر.
فيطرح السؤال ذاته: هل أنّ واشنطن تريد فعلاً الحل للأزمة السورية؟
ومن يتذكر السنة الاولى لاندلاع الأحداث السورية، إثر طرح موضوع السلاح الكيميائي الذي يستخدمه النظام… يومها قيل إنّ هذا النظام يلفظ أنفاسه الأخيرة، فجأة توقفت الاستعدادات الاميركية لضربه لأنهّ قبل أن يتخلّى عن سلاحه الكيميائي.
مرّة يزعمون أنّهم سيساعدون المعارضة… ولكن «المعارضة المعتدلة»، فما زالوا منذ سنوات يفتشون عن المعارضة المعتدلة… بعد أربع سنوات حرباً أين هو الإعتدال؟
بعد 300 ألف قتيل،
و15 مليون مهجر،
وإبادة مجمعات سكانية،
وتدمير المدن والقرى والأرياف،
وضرب المستشفيات والمدارس(…)
أين يمكن إيجاد أثر للإعتدال؟
واليوم بدعة جديدة طلع بها الأميركي: سندرّب المعارضة، يقولون، ويضيفون: ولكن هذا التدريب سيستغرق سنتين: يعني الإبقاء على بشار سنتين إضافيتين في موقعه.
الحقيقة الراسخة التي لا خلاف حولها هي أنّ واشنطن وتل أبيب ما زالتا في حاجة الى استمرار بشار لتدمير ما لم يُدمّر بعد في سوريا، وهذا يستغرق سنتين إضافيتين حتى لا يبقى في سوريا أي مقومات للجيش أو الدولة.
وعندئذٍ قد يجدون الحل… وإلاّ فسيظل يأتي الابراهيمي… ويذهب الابراهيمي، يأتي ديمستورا… ثم «حلب أولاً»…. وربما يأتي من هو بعدهما كما كان هناك قبلهما من الوسطاء وهذا كله هدر للوقت…
فالمطلوب واحد: القضاء على سوريا وشعبها.
عوني الكعكي