Site icon IMLebanon

المطلوب من الزعماء المسيحيين أن يضحّوا

في هذا العيد، عيد الأضحى المبارك، أود أن أطلب من جميع السياسيين أن يضحّوا.

هل معقول أنّه مضت سنة و4 أشهر من دون رئيس.. قبلاً في 2007 بقينا أكثر من سنة.

فإذا كانوا ينتظرون الاتفاق الخارجي كون لا يصل الرئيس في لبنان إلاّ نتيجة تسوية.. يجب أن يعرفوا أنّ التسوية مؤجلة ولا يعرف ما إذا كانت قريبة أو بعيدة.

أطالب الزعماء المسيحيين كلهم بأن يجتمعوا ويتفقوا على أي شخصية ليصار الى انتخابها رئيساً.

أما المطالب التعجيزية مثال وضع قانون إنتخاب جديد… وهذا يتطلب اتفاقاً… فليتفقوا على انتخاب رئيس للجمهورية ثم تشكيل حكومة جديدة وعندئذٍ تُـجرى انتخابات نيابية عامة تعبّر عن إرادة اللبنانيين.

وأود أن أذكر مرة إضافية بالاتفاق الذي توصّل إليه الزعماء المسيحيون الثلاثة الكبار كميل شمعون وبيار الجميّل وريمون إده الذين لا يوجد اليوم أي زعيم يوازي قوة وحضور اي زعيم منهم… وكان حلم كل منهم أن يكون رئيساً:

كميل شمعون كان زعيماً كبيراً وكان من أهم الرؤساء في تاريخ لبنان.

بيار الجميّل كان زعيم أكبر حزب («الكتائب» في ذروة صعوده)…

وريمون إده كان زعيماً ديموقراطياً وصاحب المشاريع والقوانين المهمة مثل قانون سرية المصارف وسواه…

وهؤلاء اتفقوا على إخلاء الساحة لوصول شخصية ليست منهم (سليمان فرنجية) الذي لم يكن في قوة أي منهم… أي أنهم ضحّوا في سبيل مصلحة لبنان.

فليْت الزعماء المسيحيين الحاليين يقتدون بأولئك الزعماء الكبار، ويسيرون على خطاهم، فيتنحون عن الترشّح الى الرئاسة (خصوصاً وأنه يتعذر الاتفاق على أي منهم) ليفسحوا في المجال أمام انتخاب شخصية من خارجهم.

وفي تقديرنا هذا هو معيار الزعامة الحقيقية.

ثم لا يفوتنا أنّ غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قد بحّ صوته، وليس من مجيب، وهو يطالب بملء الفراغ الرئاسي…

ثم كلهم يتحدثون عن السيادة وعن مصلحة المسيحيين ومصلحة لبنان، فهل أنّ ذلك كله يكون باستمرار الفراغ؟ ألا يحتاج هذا كله الى ترجمة.

عوني الكعكي