IMLebanon

مطلوب صدمة

بلغ التدهور حداً غير مسبوق، بما في ذلك أيام وأسابيع وأشهر وسنوات الحرب. فقد كان ثمة أمل. وكانت ثمة فسحات. وكان خصوصاً ثمة رجال يتصدّون للمشكلات والمآزق.

أما اليوم فنحن في منحدر الى هاوية ليس لها قعر… وكلما ظننا أننا قد توقفنا عن الهبوط سرعان ما نكتشف أننا مندفعون الى أعماق من الأزمات اللامحدودة.

لسنا، اليوم، في وارد تحميل المسؤوليات. فهذا سيأتي ذات يوم عندما ينتفض الشعب على الذين يقودونه الى هذا التدهور المروّع. فقط نود أن نقول إنّ الإستمرار في التدهور يعني القضاء على ما تبقى (أو ما أبقوه) من مقوّمات هذا الوطن الذي صنع المؤسسون منه »سويسرا الشرق«، و»جوهرة الشرق الأوسط« فتحوّل مع قادة ومسؤولي آخر زمان الى مزبلة  المنطقة… أما هم فإلى مزبلة التاريخ من دون أدنى شك.

وفي تقديرنا المتواضع أنّ الوضع الذي لم يعد يحتمل، والذي دعونا في شأنه اللبنانيين الى إنتفاضة – ثورة سلمية ضدّ المسؤولين عن التدهور، بات في حاجة ماسّة إلى صدمة إيجابية تشكّل بداية الخروج من المأزق الرئاسي لتوصل الى باب يفتح على مستقبل واعد… وإلاّ فنحن لسنا نتوقع كارثة، بل لعلّنا ولجنا أبوابها فعلاً.

كيف تكون هذه الصدمة؟

لا نملك جواباً محدّداً. فقط نتخيّلها على واحد من المظاهر الآتية:

* تحرك عسكري يتولى بموجبه العسكريون إدارة شؤون البلد موقتاً. ونصرّ على كلمة موقتاً. وفي خلال توليهم المسؤولية التي يجب ألاّ تتجاوز السنة يجرون إنتخابات نيابية عامة ينبثق منها مجلس ينتخب رئيساً للجمهورية يجري استشارات فيشكل حكومة تتسلم المسؤولية من السلطة العسكرية التي ينكفىء أركانها إلى ثكناتهم ومواقعهم.

* أن يعلن الرئيس سعد الحريري، بالتفاهم مع النائب سليمان فرنجية، الدعم للعماد ميشال عون في رئاسة الجمهورية.

* أن يعلن حزب اللّه، بالتفاهم مع العماد ميشال عون، دعم النائب فرنجية للرئاسة.

* أن يجتمع »الأربعة الأقوياء« (… أي قوة؟) في بكركي ويعلنون إتفاقهم على أحدهم أو على خامس من خارجهم ليكون رئيساً.

* أن يعلن الرئيس نبيه بري تأييده للعماد ميشال عون للرئاسة.

* أن يعلن ثلاثي بري – الحريري – جنبلاط تأييد عون.

* أن يعلن فرنجية إنسحابه من المعركة بقرار شخصي.

* أن يعلن عون إنسحابه من المعركة بقرار شخصي.

* أن يجمع السيّد حسن نصراللّه اطراف 8 آذار جميعاً، ويقرروا تأييد عون (بالإجماع) وهو ما يطالبهم به الدكتور سمير جعجع من اليوم الأول لتفاهم معراب.

تلك هي قرارات – مواقف يشكل كلّ منها صدمة إيجابية في المسار الوطني.

ولكن القرارات تحتاج الى رجال.

والجماعة فيهم البركة… أليس كذلك؟!