IMLebanon

المطلوب تغيير طبيعة “حزب الله”

الأزمة المتصاعدة بين دول مجلس التعاون الخليجي ولبنان، والتي شكلت رعونة وزير الخارجية جبران باسيل وخفته، في اجتماعي وزراء الخارجية العرب في القاهرة، ومنظمة التعاون الإسلامي في جدة السبب المباشر لانفجارها، جاءت كحصيلة لتراكمات على مدى اكثر من عشر سنوات. فإذا كان سلوك باسيل مستهجنا، ومعه غياب رئيس الحكومة تمام سلام الفاضح عن متابعة هذا الملف الشديد الحساسية بدقائقه، فإن اساس الازمة هو “حزب الله” بطبيعته العدوانية داخليا وخارجيا، عبر الوظيفة التي يؤديها لمصلحة ايران في المشرق العربي. فالحزب المذكور منظمة مصنفة ارهابية في معظم بلدان العالم، والأهم تصنيف معظم العرب لها بأنها ارهابية بصرف النظر عن موقف لبنان الرسمي الذي يعتبرها “حركة مقاومة ” وجزءا من النسيج اللبناني.

إن لبنان سائر على الطريق نحو ازمة كبيرة جدا، و”حزب الله” سببها المباشر من خلال وظيفته الامنية والعسكرية التي يقوم بها نيابة عن ايران في سوريا والعراق وجميع دول الخليج. فالمقاربة العربية المتفهمة لواقع لبنان، ولحساسياته وخصوصيته، انتهت، وحل مكانها منطق المواجهة مع “حزب الله” الذي لم تتوقف اعماله ذات الطبيعة الارهابية المهددة لأمن الدول العربية القومي في العقد الاخير وحتى اليوم. فمن تشكيل الخلايا الارهابية في معظم الدول العربية، الى تخزين السلاح والمتفجرات، الى جمع المال والتدريب والتحريض الاعلامي، وصولا الى خوض حروب كاملة الأوصاف في العديد من البلدان من سوريا الى العراق وصولا الى اليمن، يواصل “حزب الله” زج شبان لبنانيين في أعمال لا يمكن إلا أن تستجر ردود فعل عنيفة من الدول المستهدفة. من هذه الزاوية على “حزب الله” ان يدرك جيدا انه لا يحظى بأي تغطية لما يقوم به، فلا تضامن معه، وإن من باب تقاسم هوية واحدة، ومعظم اللبنانيين يعتبرون أعماله مصدر تهديد للبنان واستقراره الامني والسياسي والاقتصادي. انطلاقا مما تقدم، يفترض في جميع القوى السياسية اللبنانية، مسيحية واسلامية، ان تتوجه شطر “حزب الله” الذي لا يكتفي بتعميم ثقافة الارهاب والترهيب في الداخل اللبناني، بل ويعممها في البلدان العربية للقول لمسؤوليه: كفى تخريبا لمنطق الدولة وسيادة القانون. كفى تهديما للبنيان الوطني وللسلم الاهلي. وكفى تعريضا لعلاقات لبنان بمحيطه العربي.

على “حزب الله” ان يتغير جذريا في الداخل وفي الخارج معا. ليس المطلوب اعتذار الحكومة اللبنانية، بل المطلوب من “حزب الله” الإقلاع عن نهج الإرهاب الذي ينتهجه في كل مكان منذ أعوام، وقد سكت اللبنانيون طويلا عن هذه الحالة الشاذة المستقوية، المستكبرة والمتغطرسة خوفا من رد عدوانيتها.

الحقيقة ينبغي ان تقال مهما كانت النتائج، ويجب الخروج على الملأ والاعلان ان “حزب الله” مطالب بنبذ الارهاب وتسليم سلاحه الى الدولة، والتحول الى حزب سياسي لبناني مسالم أسوة ببقية الاحزاب السياسية اللبنانية. يجب إنهاء وظيفة “حزب الله” الامنية – العسكرية فورا لمصلحة بناء دولة حقيقية. ولا حل لأزماتنا الداخلية ومع المحيط إلا بتغيير طبيعة هذا الحزب العدواني ولبننته.