ستبقى محاولات الانعاش والإنقاذ في لبنان كمحاولات من يريد جمع الماء في سلة ما دام الواقع السياسي على حاله وبرامج القوى المختلفة على سيرتها.
يجمع رئيس البلاد الأطراف في بعبدا للبحث عن حلول للأزمتين الاقتصادية والمالية ثم، في اللحظة نفسها يشيد بنهج “حزب الله” وتوليه مهمة ردع العدو الصهيوني في التوقيت الذي يرتئيه.
يعقد وزير السياحة مؤتمراً صحافياً للحديث عن نمو أعداد السياح وأصولهم ومنابتهم، واعداً بالأفضل وبأرقام قياسية، فيجري “حزب الله” مناورة عسكرية في كيفون (عمق الجبل اللبناني) تشجيعاً للسياحة وجلباً لروادها .
يتحرك رئيس الحكومة سعد الحريري على خط السعودية، وعندما تعد حكومتها بمزيد من الدعم المالي، يأخذ الأمين العام لـ”الحزب” على عاتقه مهمة تطمين المملكة أنها ستُدمر على يد إيران آخذاً في طريقه مدن الزجاج الخليجية، التي بالمناسبة تضمن الحياة اللائقة لمئات آلاف اللبنانيين ولعائلاتهم، وهم أسهموا أصلاً في بنائها وازدهارها.
وبينما تتحرك الدولة بشخص رئيس وزرائها إلى باريس معوّلة على تجديد شباب “سيدر” تزأر الخطابات أن أي حرب على إيران ستشعل المنطقة، ولبنان سيتحول رأس حربة للحرس الثوري الذي سيستعير حدوده كمنصة ردع للجبهة المعادية لطهران…
كيف ستنجح محاولات الإنقاذ الاقتصادي والمالي في ظل لوحة التناقضات هذه؟ لا جواب في الأفق رغم النوايا الطيبة لدى البعض، ورغم حاجة اللبنانيين الملحة لبصيص أمل للخروج من ورطتهم.