IMLebanon

بلد محجوز في مصعد !

أعلنوها دولة طوارئ.

وهي أصلاً حكومة طوارئ.

ولعل التعبير الأكثر طرافة:

حكومة محجوزة في المصعد.

إما لأن الكهرباء انقطعت، وفي المصعد وزيران، أو أكثر.

أو لأن الحرب على لقمة الخبز تدور أيضاً بين الوزراء.

والبلد يحكمه ٢٤ رئيس جمهوريةوليس فيه رئيس جمهورية.

الموضوع ليس هنا.

إنه يدور على السطوح.

أليس عيباً أن يُقال إن الانسان يأكل لقمة عيشه، ولو كانت مسمومة.

أو يتناولها مع الصراصير والجرذان؟

وزير الصحة يتابع حملته على الفساد في الغذاء.

ووزير الاقتصاد يزعم أن القمح نظيف.

إنها الحرب الدائرة حول لقمة الانسان.

مع ان الحرب على الأجبان قائمة.

والحرب على اللبنة في الأوج.

***

البلاد تودّع العام بكوارث.

هل يستقيل المواطن من الحياة؟

إنه لا يفعلها لأنه أساساً ضد الانتحار طوعاً.

هل تنتحر الحكومة؟

واذا فعلت ذلك، فلن تبقى في البلد حكومة.

واذا ما اختارت الحياة، فإن الانسان يصبح أمام خيارين أحلاهما مرّ:

الانتحار البطيء أو الاستسلام للفساد.

كان الوزير السابق فؤاد عمون يزمع قيادة معركة الاصلاح ضد الفساد.

وعندما عرضوا اسمه على الرئيس فؤاد شهاب، في العام ١٩٦٤، بادر الذي جاءه بالاسم:

من أين هو فؤاد عمون؟

وأجابه: من دير القمر.

وعقب فؤاد شهاب: إذاً، إما هو رهينة سياسية في يد كميل شمعون، أو رهينة عند كمال جنبلاط .

***

هل يسيّس الوزراء، الحرب على الغذاء؟

هل زربوا وزيرين في مصعد قصداً؟

هل التباين في الآراء، حول نظافة القمح أو سوئه، هي الحرب التقليدية بين الحزبين التقدمي والكتائبي؟

أم هو التباين في نظرة الطبقة السياسية، الى الاصلاح الغذائي أو السياسي؟

دأب الأستاذ فيليب بولس، على عدم التجاوب مع أي ناخب كوراني غير محق في طلبه.

وعندما عرضوا عليه منصب محافظ بيروت قبله من دون تردد، لأنه منصب ميثاقي.

وقال للناس إنه يريد أن يعرف الموظف والمواطن أن لا أحد يقف في وجه دولة القانون.

وعندما سُئل عما يعنيه ب منصب ميثاقي أجاب، بأن محافظ العاصمة يمتاز عن سواه من المحافظين، لأن انصاف الأرثوذكس جرى في الميثاق الوطني، بجعل محافظ بيروت ممتازاً على سواه.

بلد، يختلفون فيه على كل شيء، مصيره غامض.

ووطن محجوز في مصعد.