لم تعرف البشرية عبر تاريخها وحشية اكبر من وحشية الاتراك العثمانيين، فمعظم سلاطين الامبراطورية العثمانية لجأوا الى اغتيال اشقائهم وعائلاتهم خشية التآمر عليهم للحلول مكانهم، فكيف هي الحال بالنسبة للشعوب التي حكموها بدءاً من مجازر الارمن في مطلع القرن الماضي، اضافة الى فرض الحصار على «لبنان الجبل» في العام 1914 حيث قضى معظم سكانه جوعاً، ولعل ابشع ما عرفه التاريخ طريقة الاعدام على «الخازوق» وهي طريقة تركية بامتياز، واذا كانت هذه الوقائع باتت ملك التاريخ وفق الاوساط المواكبة للمجريات، فان الاخطر من ذلك ان التاريخ يتكرر يغيّر حذاءه او ربطة عنقه ولا فارق بين الرجب طيب اردوغان وجمال باشا السفاح الذي علق المشانق للاحرار في دمشق وبيروت عام 1916.
وتضيف الاوساط ان اردوغان يسعى بما ملكت يداه لاستعادة بعضاً من السلطنة العثمانية على ان يستعيد الخلافة وما فصيل «داعش» التكفيري الا جزء من المخابرات التركية ولعل اللافت ان صحيفة التنظيم المذكور التي تحمل اسم «دابق» تفضح المستور في عظائم الامور وما هذه التسمية الا دلالة على الحلم التركي الذي يستحضر تاريخاً مات من زمان، واطلاق اسم «دابق» على صحيفة «داعش» وموقعها الالكتروني اطلقتها الاجهزة التركية للتذكير بمعركة «مرج دابق» عام 1516 يوم اجتاح الاتراك الطورانيون المنطقة وسحقوا المماليك في المعركة المذكورة واسسوا الامبراطورية التي بادت اثر الحرب العالمية الاولى حيث يسعى الحكم التركي استعادة امجاد ولت الى غير رجعة.
وتشير الاوساط الى ان مصادرة البحرية اليونانية لباخرة محملة بالاسلحة من تركيا ومرسلة الى لبنان توقف عندها المراقبون حيث توكد الوقائع ان شيئاً ما تحضره تركيا على الساحة المحلية على الصعيد الامني لا سيما وان حلمها بمنطقة عازلة من جرابلس الى اللاذقية في سوريا وأدته واشنطن والدول الغربية، ما يدفعها الى منازلة تركيا لواشنطن على الساحة المحلية للتعويض عن خسارتها في الكعكة السورية وما يشير الى ان الباخرة هدفها تسليح جهة لبنانية كون هناك استحالة في وصول الاسلحة الى سوريا لان كافة الثغرات الحدودية بين البلدين شمالا تم اغلاقها باحكام اضافة الى التعزيزات العسكرية السورية على طول الحدود الشمالية بين لبنان وسوريا مع تحذيرات من الجانب السوري ان اي رصاصة تطلق من المناطق الحدودية اللبنانية باتجاه المواقع الحدودية السورية ستتقابل بوابل من قذائف المدفعية الثقيلة والدبابات بدءا من العبودية وصولا الى وادي خالد.
وتقول الاوساط ان الاجهزة التركية تحلم بتحريك البلدات التركمانية اللبنانية الشمالية كما فعلت في سوريا يوم حركت بلدة الزارة التركمانية السورية المجاورة لبلدة الحصن ونجحت في اقامة «امارة اسلامية» سحقها الجيش السوري وحلفاؤه، كما نجح في سحق البلدات التركمانية في ريف اللاذقية، ويبقى السؤال المطروح هل من بواخر اسلحة اخرى وصلت الى لبنان من تركيا، لا سيما وان الجيش اللبناني صادر مستودعات للاسلحة من بلدات عيدمون ومشتى حسن ومشتى حمود وتوقيف افراد على علاقة بالتنظيمات الارهابية اضافة الى سيل من الاسئلة تتمحور حول النشاطات للسفارة التركية في عكار تحت عناوين انمائىة، ناهيك بالاعلام التركية المرفوعة على مداخل بلدات عكارية معروفة كبلدة الكواشر او غيرها وهل تركمان لبنان لبنانيون ام اتراك، علما ان معظمهم منخرطون في صفوف الجيش والقوى الامنية؟