IMLebanon

التوطين والتغيير !  

           

لا أحد يدري ما هي الأسباب التي تدفع الأميركان الى دعم كل ما هو معادٍ للبنان في المحافل الدولية.

وقفت ضده عندما أغارت اسرائيل على الجنوب، وقتلت أكثر من مائة لبناني في رعاية الزعيم الاسرائيلي شمعون بيريس.

ووضعت ثقلها السياسي ضد التمديد للأمين العام للأمم المتحدة، لولاية ثانية لأنه ندد بالموقف الاسرائيلي.

ونجحت في انتخاب الديبلوماسي الآسيوي بان كي مون أميناً عاماً للأمم المتحدة.

وحالت بذلك دون انتخاب وزير الصحة اللبناني كرم كرم رئيساً لمنظمة الصحة العالمية.

كيف نبت موضوع توطين السوريين اللاجئين الى لبنان هرباً من الحرب الدائرة على أراضيهم، بين النظام السوري والمعارضة مما اضطرهم الى اللجوء الى لبنان والأردن وتركيا وسواها.

المهم ان الموضوع مطروح، بين تنصل دولي من التوطين، وتعاطف أميركي ضمني معه.

إلا أن لبنان وعلى لسان رئيس حكومته تمام سلام، وقف في القمة الانسانية المنعقدة في تركيا، ضد الموضوع المناهض للدستور، والمعادي للبنان، كياناً واستمراراً داخلياً وعربياً.

والسؤال: هل يريد بان كي مون أن يودّع العالم، وهو على وشك انتهاء ولايته الثانية، ب مسخرة دولية؟

صحيح ان المقربين منه تائهون بين الرفض والتنصل وبين الارادة اللبنانية، لكنهم أدركوا أن لبنان الواحد، لن يشارك العواطف الأميركية في هذا المجال.

ولبنان المشغول ب تداعيات المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية، يجد نفسه يتلظى ب نار التوطين.

وهذا البلد ضاق ذرعاً بهذا الموضوع، من التوطين الفلسطيني، الى التوطين السوري، على الرغم من وجود قرار دولي ضد هذا الأمر، واصرار سوري على العودة الى الأرض التي تركوها هرباً من الموت.

والانتخابات البلدية، تبدو جديدة في نوعيتها والخيارات، لأن الشعب يقف على عتبة التغيير في المناخات والارادات، ولا يريد أكثر من تحديد التوجه السياسي نحو التغيير.

وهذا، لا يعني معارضة القديم اذا ما أحسن العطاء، ولا مناكفة التجديد في حال برزت احتمالات النجاحات.

وما يشاهده الناخبون قبل حلول الأسبوع الأخير، من مفاجآت وتغييرات يوحي بأن ارادة الناس أضحت أكثر وعياً من السابق، وكثرة اللوائح والتوافق من تنورين الى زغرتا، ومن طرابلس الى الميناء، يوحي أيضاً بامكانات واسعة لردم الهوة السحيقة بين الحاضر والماضي.

وهذه هي ارادة الناس، والشعوب الحرة لا تعيش بلا ارادة!