القرار إتخذ تحت عنوان «لن يكون لبنان في قلب الارهاب والمعركة ضده مستمرة مهما كانت التضحيات»، هذا يعني بأن الاجهزة الامنية متنبهة جدا وهي في المرصاد لكل الاحتمالات، وتأخذ في الاعتبار كل السيناريوهات العسكرية المحتملة. لكن وعلى ما يبدو فهذه الاحتمالات سيبقى مصيرها الفشل بعد إستبسال عناصرالجيش والقوى الامنية في عدد كبير من المحطات العسكرية الخطرة، ومنها إعادة الهدوء اولاً الى طرابلس وزوال قادة محاورها والمربعات الأمنية فيها، مع ما تبعه من سيطرة على المبنى «ب» في سجن روميه، بحيث شكلت هذه العملية نوعية امنية متطورة، بحسب مصادر سياسية متابعة للملفات الامنية والعسكرية الى ما هنالك من تصدّ يومي للمعارك والهجومات على محاور البقاع الشمالي، ومنها هجوم وادي حميّد في عرسال ومعركة تلة الحمرا في جرود رأس بعلبك، فكل هذا أكد لمسلحي «داعش والنصرة» بأن حلمهم الارهابي بات «إمارة إسلامية كرتونية» في البقاع الشمالي، خصوصاً ان حلم إجتياح القرى المسيحية وخصوصاً رأس بعلبك والقاع يراودهما منذ دخولهما الجرود الوعرة والمغاور، لكن وبعد مراجعة حساباتهم في ظل هذه الانكسارات فحلم إمارتهم بات مستحيلاً.
الى ذلك ترى المصادر بأن كل ما يردّد من مخاوف وتحليلات بأن المناطق الحدودية المسيحية ستسقط، هي من باب توتير الاجواء وبث الرعب، لان من يشيّع هذه الاقاويل فهو بالتأكيد لا يعرف اهاليها، فهم يستشهدون من اجل ارضهم لانهم تجذرّوا فيها منذ مئات السنين، كما ان مَن يرى الجيش ومدى انتشاره وشجاعته لا يمكن ان ينطق بأي كلمة مما يردّد، فهم في المرصاد دائماً ويتحّضرون لكل مفاجأة.
وتلفت هذه المصادر الى وجود شائعة منتشرة اليوم في كل لبنان مفادها بأن الارهابيين سيحتلون قريباً بلدتيّ رأس بعلبك والقاع المسيحيتين وصولاً الى القصير السورية، في حين ان هذا الحلم مستحيل بوجود كل القوى التي ستتصدّى لهم، فالمعارك ستكون ضارية للغاية لان الطرقات وعرة وهي ستمتد لأشهر وربما لسنوات، لذا على البعض ألا ينشر هذه المسرحيات لان «الإمارة الاسلامية» التي كان يُحّضر لها على الحدود البقاعية الشمالية انتهت الى غير رجعة، على غرار «الامارة الاسلامية» في طرابلس، وذلك بفضل بطولات الجيش الذي نجح في كل مهماته، وخصوصاً انتصاره قبل ايام في تطهير «تلة الحمرا» في جرود رأس بعلبك بعد الهجوم المسلح الذي شنته مجموعات إرهابية بأعداد كبيرة جداً، سبقه إدخال سيارتين مفخختين عن طريق عرسال، ثم اشتباكات شبه يومية منذ شهر مع المسلحين الذين أرادوا اقتحام مواقع الجيش للتسلل الى عرسال ووادي حميد في الجرود ، فكل هذه المعارك احبطها الجيش، وكانت تهدف الى مهاجمة مراكزه في المنطقة ومن ثم دخول بلدة راس بعلبك لإحتلالها وخطف رهائن والى ما هنالك من قتل ونهب للضغط على الحكومة اللبنانية في مسائل عدة.
ودعت المصادر المذكورة الى ضرورة الوعي واليقظة الدائمين، لان المعركة على الحدود البقاعية لن تكون الأخيرة، وكشفت عن وثائق تفيد بأن هدف الهجوم على مركز «تلة الحمرا» احتلال رأس بعلبك وإقامة «إمارة إسلامية» ضمن هذه البلدة المسيحية، فضلاً عن تفجير سيارات مفخخة واستهداف مراكز عسكرية ومدنية في عدد من المناطق ومنها بيروت بصورة خاصة.
وختمت بالاشارة الى ان الاجهزة الامنية مدركة لكل هذه المخططات، وقد جاء ذلك على لسان قائد الجيش ووزير الداخلية، فضلاَ عن الاجهزة الامنية التي طمأنت اللبنانيين بأنها على اتم الاستعداد لتوفير الامن والتصدّي لأخطر الارهابيّين، الذين يعملون بأوامر خارجية على تفجير الوضع في لبنان، بهدف إغراق الساحة اللبنانية بالفوضى على غرار ما يجري في المنطقة.