IMLebanon

إستقالة

رغم عودة مجلس الوزراء إلى عقد جلساته الأسبوعية بشكل طبيعي بعد حلحلة آلية عمله التي شغل الخلاف حولها اللبنانيين مدة أسبوعين، وسط شعور بالإحباط والخوف من أن يعمّ الفراغ في الحكم كل مفاصل الدولة، فإن هذا الخوف لم يتبدّد بعد، ولا يمكن له أن يبتعد في ظل استمرار عجز الحكومة عن التصدّي للمشكلات الداخلية وتسيير عجلة الدولة وتسيير شؤونها وشؤون الناس العاديين ولا سيّما منهم أصحاب الدخل المحدود والفقراء الذين يعيشون تحت خط الفقر وقد تجاوزت نسبتهم الثلاثين بالمئة بدءاً من أزمة الكهرباء المرشحة لأن تزداد تعقيداً وخطورة على الوضع العام وعلى خزينة الدولة حيث من المتوقع أن ترفع خسارة خزينة الدولة نهاية هذا العام إلى قرابة الثلاثة مليارات دولار أميركي فضلاً عن عجز الحكومة في معالجة مشاكل المرفأ وأبعد منها أزمة الفساد الغذائي الذي يتصدى له منفرداً وزير الصحة وائل أبو فاعور، ولا يجد تعاوناً لا من بقية الوزارات ولا حتى من القضاء اللبناني المفترض أنه يتصدّى لهذه الآفات، ويلاحق الفاسدين والمفسدين والذين يثرون على حساب صحة المواطن اللبناني ولقمة عيشه، فضلا عن فشل الحكومة في إحراز أي تقدّم على صعيد تلزيم البلوكات المتعلقة باستخراج النفط من البحر مما يضيع على لبنان أموالاً طائلة كان يمكن استخدامها في حل الكثير من المشاكل التي يعاني منها، الأمر الذي جعل الصورة سوداء عند الكثيرين من السياسيين الذين يهتمون بشؤون البلاد والعباد وذهب بعضهم من شدّة التأثر حتى لا نقول الإحباط إلى درجة الإستقالة من العمل السياسي والتزام دورهم وقصورهم لأنهم عاجزون عن تغيير هذه الصورة السوداوية للأوضاع السائدة في البلاد، ووقوف الدولة عاجزة عن القيام بأي عمل لتلافي ما هو أعظم رغم دعوتها الى تنفيذ هذه المهمات المحدودة وترك المشاكل الكبرى تتفاعل بانتظار حصول إنفراجات وحلول دولية لمثل هذه المشاكل التي توصف بأنها أكبر من لبنان، ومن قياداته ومسؤوليه حتى أن البعض يعترف بعجز اللبنانيين ودولتهم عن الإقدام على أية خطوات لحل هذه المشاكل كونها أصبحت مرتبطة بالوضع العام في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط.

أزمة عجز الدولة عن القيام بالحد الأدنى من الاصلاحات الداخلية حتى لا يسقط هذا البلد في ظل التعقيدات التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط، بدأت تمتد لتصيب معظم الطاقم السياسي الذي لم يغرق بعد في وحول الفساد والإفساد، وصولاً الى إعلان استقالته عن العمل السياسي، أو الدخول في موت سريري بانتظار أن يسقط هذا البلد وتسقط معه الدولة.