IMLebanon

الإستقالة «خطوة أولى»

 

هادئاً كان البيت المركزي أمس. ولولا حركة السير (التقليدية) الكثيفة في الصيفي ذهاباً وإياباً من الشمال وإليه لما شعر أحدٌ بأنّ وزيري حزب الكتائب قد إستقالا.

كيف تمت الإستقالة؟

من إتخذ القرار؟

وماذا بعد؟

القرار إتخذه المكتب السياسي، كما قال لنا قيادي كتائبي بارز. وأضاف أنّ رئيس الحزب الشيخ سامي الجميّل عرض الموضوع على الإجتماع الإستثنائي الذي عقده المكتب السياسي وتحدّث مطوّلاً حول أحوال البلاد والعباد.

تحدّث الشيخ سامي عمّا تعانيه البلاد من مشكلات، وعن الفساد العاصف في القضايا كلّها تقريباً، إذ قلّما يُعرض مشروع أو قضية أو بند من دون أن يكون الفساد في الخلفية.

وتناول الجمّيل قضايا عديدة أبرزها النفايات والإنترنت غير الشرعي وامتداد النفايات الى ساحل (وشاطىء) المتن الشمالي. واسهب في الكلام على خطورة هذه النقطة بالذات صحياً وبيئياً وسائر الأضرار والتداعيات السلبية. وقال إنّ المسألة ليست شعبوية أو قطف اللحظة، إنما القرار يجب أن يراعي المصلحة العليا… وختم عارضاً موضوع استقالة وزيري الحزب سجعان قزي وآلان حكيم على التصديق »فنحن حزب ديموقراطي وسألتزم، ويلتزم معي الوزيران، بنتيجة التصويت«.

وجاءت النتيجة 24 صوتاً مع الإستقالة وثلاثة أصوات ضدّها. فاتخذ القرار باستقالة الوزيرين.

وماذا لو إنتهت الإستقالة الى حيث إنتهت إستقالة وزير العدل اللواء إشرف ريفي؟

وجاء الجواب: نحن لم نستقل لتسقط الحكومة أو لتبقى. أصلاً هذه الحكومة هي حكومة تصريف أعمال إلاّ عندما يتم »التوافق« على تقاسم الحصص في أي مشروع أو ملف!

وهل سيواصل الوزيران »النزول« الى مكتبيهما فتكون الإستقالة شكلية، وكأنها »خطاب تعبوي« موجه الى الناس من دون أي فاعلية أو نتيجة حاسمة؟

والجواب: سنعقد عصر اليوم (أمس…) إجتماعاً هدفه مزدوج: تقويم ردود الفعل الأولية، ودرس كيفية تعامل الوزيرين المستقيلين مع الإستقالة ومترتباتها.

(هنا إتصلت إذاعة عالمية كبرى بالقيادي طالبة منه حديثاً في الإستقالة فاعتذر عن عدم التلبية موقتاً… ريثما يتم الإجتماع المشار اليه أعلاه).

وقيل له: في آذار الماضي لم تعارضوا خطة برج حمّود التي تحفظ عنها أو عارضها وزيرا التيار الوطني الحر… وقبل يومين طالبتم الجنرال ميشال عون أن يتضامن معكم. فقال: لنفترض ذلك واننا كنّا على خطأ، فها نحن عدنا عن خطأنا فليتفضلوا في التيار ويلتزموا بتحفظهم أو معارضتهم السابقة.

قلنا له: الوزير ابو صعب قال إن إستقالة وزيريكم لا تحرجهم.

فقال: ليس هدفنا إحراج أحد. فقط أخذنا القرار الذي نقدر أنه يخدم المصلحة الوطنية في هذه المرحلة التي نحن أكثر من يعرف دقتها.

زائر الصيفي يدرك بداهة أن الإستقالة ليست سوى »الخطوة الأولى« وان الكتائب، بقيادة سامي الجميّل، ماض في »المواجهة«… وأنّ الخطوات اللاحقة ستتميّز بحراك شعبي واسع. وان تنفيذ »فصل« برج حمّود من خطة النفايات لن يمر.