هل البلاد في عصر غامض الوقائع والأهداف.
ربما. خصوصاً عندما تكون في البلاد حكومة تجهل المصير، ورجال فكر لا يعرفون، كيف ينبغي ان تساس الأمور. وتعالج الاستقالات من الحكومة.
والبلاد مريضة، عاجزة، عن تحديد الصواب من الأمور، والأخطاء في القرارات.
وهل أصعب من أوضاع، يكون فيها الوزير مستقيلا بالرغم عنه، وباقياً في حكومته بارادته، لا بقرار من حزبه، ولا بالرغم من آرائه.
وهذه هي اليوم، قصة الوزير الكتائبي سجعان قزي، وواقع حزب الكتائب الذي ينتمي اليه، وروحيّة المفهوم السياسي لبلد غارق في الأزمات.
كان مارتن لوثركينغ، مناضلاً أميركياً في سبيل حرية حقوق الانسان. نال جائزة نوبل للسلام، وهو ذو جذور افريقية. لكنه أغتيل في مدينة ممفيس الأميركية، على يد متشدّد متطرّف، لأنه كان يرفع شعار أنا أحلم.
لكن، لا مواقفه أنقذته، ولا أحلامه جعلته يقوى على أعدائه السياسيين.
وحده الآن يقف الرئيس الأميركي باراك أوباما في الجزء الأخير من ولايته الثانية. قبل أن يسلّم مشعل القيادة قريباً الى وزيرة خارجيته السابقة هيلاري كلينتون، أو الى منافسها المحتمل ترامب الجمهوري الصلب في آرائه.
والعنيف في معارضته للديمقراطيين.
كان الفيلسوف الفرنسي ديكارت، يصارع بين أفكار أوباما قبل ان يُخلق، وبين نظريات ترامب، ايماناً منه بأن فلسفته تقوم على الأخلاق والمحبة، في مواجهة السلطة والقهر، انطلاقاً من رأيه القائل أنا أفكّر، اذاً أنا موجود.
والآن يحار الانسان اللبناني، بين أفكار العظماء في التاريخ وآراء السياسيين في العصر الحديث.
***
هل تسقط الحكومة، وهي عمليا دخلت مرحلة السقوط.
هل يستطيع الوزير سجعان قزي التوفيق بين آراء الرئيس بشير الجميّل قبل اغتياله، ونظريات الشيخ أمين الجميّل بعد اعتلائه الرئاسة الأولى، وبين فلسفة رئيس الحزب الجديد النائب سامي الجميّل؟
وهل يكون المخرج لا موقف مع أحد، ازاء الامتحان الصارم في القيادة، والاستقالة التي تقدم خطياً الى الرئيس سلام، على الرغم من زيارة رئيس الكتائب للسراي الحكومية أواخر الأسبوع، أم يبقى المخرج من الأزمة الراهنة، لا موقف من هذه الأمور، لأن اتخاذ موقف سيعني في النهاية العزوف السياسي الدارج هذه الأيام، تلافياً للوقوع في وهاد الأزمات.
ومن مارتن لوثركينغ الى القانوني اللبناني ادمون رباط، بقي العلم أسير الاجتهادات الدستورية.
هل رحل الشيخ بيار الجميّل مؤسس حزب الكتائب، وبدأت الكتائب في درس الأفكار الجديدة، وهل رحل الشيخ بشير الجميّل وظلّت أفكاره تائهة بين نظريات الوزير سجعان قزي، والآراء الجديدة للرئيس الجديد للحزب سامي الجميّل، تدور في حلقات مفرغة، الى ان تبرز نهاية حاسمة للحزب وللأعضاء والوزراء الجدد في حزب يبحث عن مصير حاسم، وسط الأفكار المتفاقمة بين الجديد والقديم؟