شاء من شاء وأبى من أبى، فمن استمع الى خطاب سمير جعجع، أمس، يقدر أن يقول بضمير حي إنّ هذا الرجل هو المقاوم اللبناني الحقيقي.
صحيح أنّ القصة المؤثرة لأحد الراغبين بالإنتساب الى صفوف «حزب القوات» (ذلك الرجل الذي كان على فراش الموت يرغب في الانتساب، وهو يريد أن يحدد مسار ابنته التي لها من العمر ست سنوات).
بين هذا الخطاب وذهابه الى الرابية للقاء ميشال عون تصبح المقارنة غير واقعية بين جعجع وجبران باسيل الذي تحدّث أمس بأسلوب استفزازي غير مقبول وغير معقول، وقد اقتبس أيضاً رفع الاصبع… وتحدّث بصيغة الجمع وكأنّه يرى نفسه في المرآة عشرة آلاف شخص.
إنّ فرقاً كبيراً بين كلامين استمعنا إليهما خلال أقل من 24 ساعة… وهذا الفرق هو الذي يكشف حقيقة الرجال، وبالذات حقيقة رجل السياسة.
إضافة الى أنّه ليس بالقليل أن يتدافع الشباب الى الإنضواء في «حزب القوات»… وأمس بالذات 2500 منتسب تسلموا بطاقاتهم الحزبية… وهذا دليل على أمور عدّة أبرزها أنّ «القوات» حزب يمثل آمال وتطلعات الجيل الجديد، وأنّ هذا الإندفاع نحو الحزب هو ثقة عارمة برئيسه الدكتور جعجع الذي يجدر الإعتراف بأنّه يسجل، كل يوم، نقطاً جديدة شهادة فيه على أنّه رجل دولة بامتياز، وعلى أنه رجل للغد وليس يعيش في دهاليز الماضي.