IMLebanon

الثابت هو المقاومة  والمتغير هو لبنان ؟

كيف حال التحرير والمقاومة في العيد السادس عشر؟ ماذا عن حال لبنان في بداية العام الثالث للشغور الرئاسي؟ ما الذي ننتظره في نهاية حرب سوريا التي يراهن حزب الله على النصر فيها، وسط اعتراف الرئيس فلاديمير بوتين الذي استنجدت به طهران ودمشق بأن الوضع معقد جداً والحسم العسكري مكلف وصعب؟ أين نحن في مسار التحولات ضمن الصراع الجيوسياسي العنيف في المنطقة؟ والى أي حد طغت الاهتمامات الداخلية والصراعات الاقليمية والحسابات الدولية على الصراع العربي – الاسرائيلي الذي كان قضية العرب المركزية؟

التحرير لم يكتمل بالمعنى الجغرافي ما دامت مزارع شبعا محتلة. ولا تكامل مع التحرر بالمعنى السياسي والانساني لجهة التخلي عن العصبية الطائفية والمذهبية والتمسك بالعصب الوطني. والمقاومة صارت جيشاً يقاتل في سوريا ويلعب أدواراً في العراق واليمن في اطار محور الممانعة الذي هو اسم مستعار للمشروع الايراني في الاقليم، حيث المفاخرة بالنفوذ في بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.

لبنان المعطل سياسياً والبائس اقتصادياً عاجز عن تشغيل آلة السلطة بالحد الأدنى الضروري لحاجات الناس، وذاهب الى الحد الاقصى في الارتهان للقوى الاقليمية التي تتصرف على أساس أن الانكفاء الأميركي والاندفاع الروسي سمحا لها بالتفلت نسبياً من النفوذ الطاغي للقوى الدولية. وحرب سوريا التي صارت حرباً محلية وعربية واقليمية واسلامية ودولية تبدو أكبر من اللاعبين فيها، بحيث يصعب تصور سيناريو النهاية. وكل الذين قالوا ويقولون ان طريق القدس يمرّ في هذه المدينة أو تلك، في اسقاط هذا النظام أو ذاك، يعرفون ان المكان الوحيد الذي لم يصل اليه هذا الطريق هو القدس.

ذلك ان الواقع، بصرف النظر عن الجهود والبطولات التي قادت الى تحرير الجنوب بقوة المقاومين في سابقة لم يفعلها أي نظام عربي، هو ان فعل المقاومة لم يرافقه ولا تلاه نهوض وطني مفتوح على نهضة عربية واسلامية. فلا مجال للهرب من التساؤلات حين تكون المقاومة اسلامية في بلد من ١٨ طائفة، ومذهبية ايديولوجية يقوم بها حزب واحد في عالم عربي واسلامي أكثريته من مذهب آخر. واذا كانت السلطة غائبة عن قرار حزب الله الحاضر في قرار السلطة، فان مسار الأحداث يوحي ان المعادلة هي: الثابت هو المقاومة، والمتغير هو لبنان. ولم يكن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يبالغ عندما قال ان من يريد ان يقرر مصير لبنان يجب أن يكون حاضراً في مصير المنطقة.

لكن السؤال، تكراراً، هو: من يقرّر مصير المنطقة في هذا الاشتباك الاقليمي الذي عاد الكبار الى الامساك به؟