IMLebanon

مجموعة عمل مشتركة فرنسيّة – “إسرائيليّة” لتنفيذ 1701 هل تطالب باريس بانسحاب العدو من مزارع شبعا؟ 

 

 

تواصل الديبلوماسية الفرنسية تأدية دورها في محاولة تحقيق أمن “اسرائيل” لإعادة النازحين من المستوطنات الشمالية لمنازلهم، فخلال زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الى “تل أبيب”، تم الإعلان رسمياً عن تشكيل مجموعة عمل مشتركة لفرنسا و “إسرائيل”، بهدف العمل بالتنسيق لتنفيذ القرار 1701، وقد جاء الإعلان على لسان وزير خارجية العدو الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي أعاد التهديد بالحرب من جديد.

 

يردد “الاسرائيليون” مقولة أن “تنفيذ القرار 1701 وإبعاد حزب الله عن الحدود فقط، سيمنع نشوب حرب في لبنان”، ويكرر الفرنسيون من خلفهم وجهة النظر هذه، وبحسب مصادر متابعة، فإن هذه المقولة تتردد في دوائر ديبلوماسية دولية، حيث هناك جهد “اسرائيلي” – فرنسي مشترك للترويج لها دولياً.

 

من حيث المبدأ، يمثل وجود حزب الله على الحدود اللبنانية الفلسطينية معضلة أساسية “لتل أبيب”، لا سيما في ظل المخاوف التي لدى سكان المستوطنات الشمالية، التي لا يمكن التغاضي عنها بعدما حصل خلال عملية “طوفان الأقصى”، وبالتالي تشدد “اسرائيل” على أن الحياة في المستوطنات لا يمكن أن تعود إلى طبيعتها، من دون الذهاب إلى معالجة هذا “التهديد”.

 

وتُشير المصادر الى أنه حتى الآن، لا تزال القيادات السياسية والعسكرية في “تل أبيب” تتحدث عن احتمالين: الذهاب إلى الحرب من أجل تحقيق هذا الهدف، أو الوصول إلى اتفاق ديبلوماسي برعاية بعض الجهات الدولية. لكن في المقابل، لا يبدو أن حزب الله في صدد منح “إسرائيل” هكذا “انتصار”، قد تكون تسعى إليه من أجل التعويض عن الهزائم التي تتعرض لها في قطاع غزة.

 

في الوقت الراهن، لا يبدو أن خيار الحرب هو المرجح، نظراً إلى أن “إسرائيل” تواجه العديد من المطبات الداخلية التي تحول دون ذلك، من دون تجاهل الضغوط الأميركية التي تصب في الإطار نفسه، خصوصاً أن واشنطن في المرحلة الراهنة، تريد أن تضع ضوابط على العملية العسكرية في غزة، لكن في المقابل البحث في الخيار الثاني لن يكون في وقت قريب، على اعتبار أنه سينتظر مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار في غزة.

 

هناك من يقول ان “اسرائيل” تحضر للحرب على لبنان، ويعتمد هؤلاء على الدعم الدولي الذي تستقطبه “اسرائيل” لأجل حربها هذه، كونها الخيار الوحيد لها لضمان أمنها واستقرارها، ولكن هناك من يتحدث عن أنها لو كانت قادرة على الحرب مع لبنان لفعلتها، دون انتظار التحركات الديبلوماسية ومحاولات التوصل الى اتفاق سياسي.

 

بالنسبة الى المصادر المتابعة، فإن “كثرة الصراخ” هي سمة الضعيف، ومن يهدد كثيرا يفعل قليلاً، وبالتالي مجرد منح القضية وقتها لاجل التوصل الى حلول سياسية، يعني أن لا قدرة للعدو على الحرب، ولا رغبة للأميركيين بها، وما ستنقله وزيرة الخارجية الفرنسية الى بيروت سيصب في هذا السياق، حيث تكشف المصادر أن الرسائل الفرنسية هذه المرة لن تحمل “التهديدات الاسرائيلية”، بل البحث في إمكانية التوصل الى حل، رسمت ملامحه الولايات المتحدة الأميركية، التي تسعى لانطلق أي حل من مسألة تثبيت الحدود في الجنوب.

 

تدعو “اسرائيل” فرنسا للعمل من أجل أجل إبعاد حزب الله عن الحدود، ولكن في فرنسا حديث عن ضرورة التطبيق المتبادل للقرار 1701، لا سيما بالشق المتعلق بـ “إسرائيل” وضرورة انسحابها من منطقة مزارع شبعا التي يطالب بها لبنان، ووقف “الانتهاكات الاسرائيلية” للقرار الدولي، والتي بلغت حوالى 30 ألف انتهاك منذ العام 2006، وهو ما يشكل إشارة فرنسية “لتل أبيب” بأن عليها التقديم لا التلقي وحسب، وإلا فلن يمكن التوصل الى حل.