Site icon IMLebanon

التسوية لتجنّب الحرب: هل تبيع أميركا حلفاءها في لبنان لأجل الحزب؟ 

 

 

كما كان متوقعاً لم تحمل وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا لغة التهديد بجعبتها خلال زيارتها الى لبنان، بل طلبت من المسؤولين اقتراح الأفكار التي يرونها مناسبة لتطبيق القرار الدولي 1701، رغم أن التهديدات الاسرائيلية مستمرة، والحديث عن حرب شاملة يتردد بشكل دائم في الكيان الصهيوني.

 

الحديث عن التسويات يُريح المعنيين بالحرب إن وقعت، لكنه بنفس الوقت يُثير قلق بعض القوى اللبنانية التي باتت تتحدث بقلق عن تسوية مقبلة، فهي لن تكون الا لصالح حزب الله، حتى أن البعض ذهب بعيداً بالحديث عن أن التسوية التي ستبحث وضع حزب الله على الحدود والقرار 1701، لن تتطرق الى سلاح الحزب، وهو ما تراه مشكلة بحدّ ذاته.

 

في بعض الأوساط السياسية اللبنانية المعارضة، هناك خشية حقيقية من إمكانية الوصول الى تسوية، نظراً إلى أن دخول حزب الله على خط الحرب كان يعني منذ البداية أنه سيكون شريكاً في أي ترتيبات تتعلق بعملية وقف إطلاق النار لاحقاً، ولهذا سعت بعض القوى إلى الضغط من بوابة الخشية من استفادة حزب الله من مسار ما بعد الحرب في غزة.

 

من هنا، تذهب بعض التصريحات إلى توجيه الإتهام إلى حزب الله بأنه هو المبادر إلى فتح المعركة لكي يستفيد منها في الداخل اللبناني، وبالتالي عليه التوقف عن ما يقوم به تحت عنوان تجنيب لبنان تداعيات أي عدوان إسرائيلي، لكن الأساس يبقى هو أن الخشية الحقيقية هي من تداعيات أي مكاسب من الممكن أن يحصل عليها داخلياً.

 

وقد ساهم الحديث الإسرائيلي المتكرر عن ترتيبات الأوضاع الجنوبية، الذي يتزامن مع الحديث عن تطبيق القرار 1701 والسعي إلى إبعاد عناصر الحزب عن الحدود، في رفع مستوى الخشية، على قاعدة أن هذا الأمر، في حال حصوله، لا يمكن أن يكون من دون ثمن مقابل، رغم أن هناك من يعتقد أن كسب الحزب جنوباً سيكون مقابل التخلي عن بعض الاصرار بخصوص ملفات الداخل.

 

تخشى القوى المعارضة لحزب الله في الداخل اللبناني من ان يكون الثمن الذي يحصل عليه حزب الله، سواء جراء عدم توسيع الحرب ضد اسرائيل، أو جرّاء التسوية التي يمكن أن توقف إطلاق النار، كبيراً ويتعلق بأسس الدولة اللبنانية والنظام فيها، خاصة بعد تسريبات صحفية تُشير الى أن الحزب أبلغ الوسطاء ان ثمن تطبيق القرار الدولي 1701 سيكون تغيير النظام اللبناني وتثبيت وجود وقوة حزب الله في أي نظام جديد، وهو ما تنفيه مصادر متابعة جملة وتفصيلاً حيث أن الحزب كان واضحاً بأن لن يبحث هذه الأمر قبل توقف إطلاق النار بشكل كامل.

 

ان هذه القوى تُدرك ولو ضمنياً أن الولايات المتحدة الأميركية لا تهتم سوى بمصالحها في لبنان، وبالتالي هي على استعداد للاتفاق مع ايران وحزب الله لتحقيق هذه المصالح ولو على حساب كل القوى التي واجهت سلاح الحزب طوال الفترة الماضية، لذلك بالنسبة إليها قد يكون خيار الحرب أفضل من خيار التسوية، لأن الحرب قد تساهم بضرب قوة حزب الله بينما التسوية فلا يمكن أن تكون سوى لمصلحته، ولأجل بقاء سلاحه وتحكمه بمفاصل الحكم في لبنان.